صوت الوزيرات الغائب في عاصفة جيل “زد”

في خضم العاصفة التي أثارها جيل “زد” باحتجاجاته، كان لافتًا أن أصوات الوزيرات داخل الحكومة المغربية آثرت الصمت، وكأنّ الموجة الغاضبة التي اجتاحت الشارع لم تصل بعد إلى مكاتبهن الهادئة.
في المقابل، اندفع الوزراء الرجال إلى الواجهة، يشرحون ويدافعون، كلٌّ بطريقته عن حصيلة الحكومة وإنجازاتها، في محاولة للتواصل مع الرأي العام وإعادة رسم صورة التوازن التي اضطربت تحت ضغط الأسئلة الشبابية الجريئة.
ذلك الصمت الأنثوي لم يمرّ دون ملاحظة، فالمشهد بدا وكأنه انكفاء محسوب أو تراجع تكتيكي عن الظهور في لحظة سياسية مشحونة.
بعض القراءات رأت فيه حذرًا أنثويًا من الانزلاق في جدل لا يُؤمَن صداه، بينما اعتبر آخرون أن غياب الحضور النسائي الإعلامي في زمن الأزمة هو وجه آخر لمعضلة تمثيلية أعمق، لا تزال تحدّ من صوت النساء داخل الحقل التنفيذي، رغم كلّ ما تحقق على مستوى القرب من المناصفة الشكلية.
وسط هذا الفراغ، برز استثناء وحيد، فاطمة الزهراء المنصوري، وزيرة إعداد التراب الوطني والإسكان، التي كسرت جدار الصمت مرتين، أولًا في لقاءات حزبية ثم بعد أن هدأ الشارع على شاشة القناة الثانية.