مثير للجدل

صحة بـ”العناية المركزة” ووزير “خارج التغطية”

صحة بـ”العناية المركزة” ووزير “خارج التغطية”

في أكادير ارتفعت الحناجر قبل أن تُرفع البيانات، مئات المواطنين احتشدوا عند بوابة المستشفى الجامعي، لا ليستقبلوا وعودًا أو يصفقوا لافتتاح جناح جديد، بل ليعدّوا الكراسي المكسورة ومواعيد لا تأتي.

كان المشهد أشبه بمرآة ضخمة وُضعت في وجه الوزارة والحكومة معًا، ليُظهر للناس صورة قاسية: مرضى يتوسلون حقًا بديهيًا اسمه العلاج، فيما الوزير أمين التهراوي يختبئ خلف صمت غير مبرر وغير مفهوم وغير منصف.

وبينما يزداد الغضب ويتسع الانتظار، لا يبحث المواطن عن جمل منمقة أو اعتذارات تُلقى من مكاتب مكيفة، بل عن قرارات حقيقية تتجسد في مراقبة دقيقة ومحاسبة صارمة وإعفاءات عند الضرورة.

ساكنة أكادير لم تخرج لتستعرض وجعها في الشوارع، بل لتقول بصوت واضح إن البيانات الصحفية لا تُسكن الألم، وإن الثقة لا تُستعاد إلا بخطوات عملية تعترف بأن الصحة ليست ترفًا ولا خدمة ثانوية، بل مسألة حياة يومية وكرامة إنسانية.

صمت التهراوي لا يُقرأ كوقار سياسي ولا كحكمة متأنية، بل كفراغ صاخب يملأ العيون بالخذلان، ويترك المرضى في مواجهة سؤال مُرّ: هل صمته وصفة سحرية لعلاج الأزمات، أم مجرد اعتراف متأخر بأن المرض تسلل إلى جسد الوزارة نفسها، حتى باتت عاجزة عن النطق؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News