مثير للجدل

توكل كرمان.. عرّابة التخريف السياسي وصناعة الوهم

توكل كرمان.. عرّابة التخريف السياسي وصناعة الوهم

توكل كرمان، الحائزة على جائزة نوبل للسلام، قررت فجأة أن تمنحنا دروسًا مجانية في “السياسة عن بُعد”، من مكانها البعيد، رأت أن احتجاجات “جيل زد” في المغرب موجّهة ضد الملك، ولا نعلم بصراحة هل جاءها الخبر عبر بريد الحمام الزاجل، أم وصلها في همسة سرّية من أحد مريخيّيها المقرّبين.

كرمان، الناشطة التي تخصصت في كل شيء من زراعة البطاطس إلى نظريات المؤامرة، تملك قدرة خارقة على تحويل أي احتجاج اجتماعي بسيط إلى مشروع “انقلاب عالمي”.. هكذا ببساطة: مظاهرة هنا = مؤامرة هناك.

المثير للضحك أن كرمان تنظر إلى المغرب عبر منظار مطلي بالخيال، فترى في صرخات الشباب الباحثين عن فرص شغل وعدالة اجتماعية “تمرّدًا”. وكأن أي خطوة سلمية يجب أن تُقرأ فقط في كُتيّبها الخاص بعنوان: كيف تصنع مؤامرة في 10 تغريدات أو أقل؟

والأدهى أن كل ما تحتاجه هذه “الخبيرة” لتحويل احتجاج إلى “ثورة كونية” مجرد تدوينة على فيسبوك أو إكس.. ربما تعتقد أن العالم العربي كتاب مفتوح بين يديها، تكتب صفحاته كما تشاء، وتوزع الأدوار على الشعوب: هذا متمرّد، ذاك ثائر، والآخر بطل في روايتها المملة.. أما المواطنون الحقيقيون وأصواتهم، فلا مكان لهم في سيناريو كرمان.

في النهاية، لا يسعنا سوى الضحك قليلاً: فكرمان تصنع من وقفة احتجاجية عاصفة، ومن مطلب اجتماعي ثورة على النظام، ومن تغريدة حربًا باردة جديدة. وتثبت لنا مجددًا أن جوائز نوبل قد تمنح لقب “السلام”، لكنها لا تمنح الحس الواقعي، ولا تفرّق أبدًا بين صرخة شباب يطالبون بالعدالة، وبين مؤامرة خيالية تعيش فقط في مخيلة “خبيرة المؤامرات الدولية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News