سياسة | مثير للجدل

بولعجول.. مُوظفٌ كبير صادَمَ “محركات” الأغلبية وأَحرَج الوزير قيوح

بولعجول.. مُوظفٌ كبير صادَمَ “محركات” الأغلبية وأَحرَج الوزير قيوح

لم يكن بناصر بولعجول يتوقع أن تتسبب مذكرة “السرعة 58″، لضبط تحركات وسرعات الدراجات النارية، في حادث سير سياسي مروع، أربك حسابات التناغم الحكومي وصادم محركات حزبي الأغلبية: “الأحرار” قائد الحكومة و”الاستقلال” الذي ينتمي إليه وزير النقل واللوجستيك، عبد الصمد قيوح.

ففي الوقت الذي كان فيه المواطنون ينتظرون منه أن يحقق إنجازاً مُشرفاً في امتحان تقليص حوادث السير وضحاياها، فاجأ بولعجول الجميع بتفوقه في تحقيق رقم قياسي في سباق أسرع القرارات المتراجع عنها أو المعلقة، بعدما ساد إجماع مجتمعي على “عبث” تسقيف سرعات الدراجات النارية في 58 في الوقت الذي تستورد بمحركات تفوق هذا المستوى من السرعة.

وعوض أن يخرج لتوضيح القرار الذي أدى إلى حجز عدد كبير من الدراجات النارية في ظرف قياسي (3 أيام)، فضَّل بولعجول، مبدع مذكرة “السرعة 58″، أن يتوارى عن الأنظار وأن يرمي كرة المسؤولية في ملعب الحكومة ووزارة النقل واللوجستيك، ويفسح المجال لتأويلات قَرأت خروج رئيس الحكومة ووزارة النقل بشكل متوازٍ لإعلان تعليق المذكرة على أنها تسخينات انتخابية وطعنات في ظهر الانسجام الحكومي وتسجيل لنقاط سياسية بين “الأحرار” و”الاستقلال”.

ويبدو أن بولعجول، الذي فشل في فرملة حوادث السير، ركب هو الآخر درّاجة “القرارات المرتجلة” وانطلق دون “خوذة” القانون ولا مرايا الحكمة والتبصر عند إعداده للـ”المذكرة الملعونة”، قبل أن يصطدم مباشرة بغضب ملايين المواطنين على مؤسسته “نارسا”، ليضع عنوان حديث بلدٍ خلال يوم كامل (الخميس) دائراً حول دراجة أو “شاكمة” أو “سيلاندر”.

ولإن كان المسؤول المحترم يحرص على توسيع مشاوراته وإشراك جميع الفاعلين قبل وضع أي استراتيجية، طويلة أو قصيرة الأمد، وخصوصاً تلك التي تمس شريحة كيبرة من المواطنين، فإن بولعجول اختار طريقاً مختصراً عجَّل بوضعه في قائمة “المغضوب عليهم” شعبياَ، وفي خانة “المسؤول الفاشل”.

ولم يتوقف عبث مدير “النارسا” عند الارتجال والارتباك في اتخاذ القرارات، وإنما تجاوزه لمحاولة التغطية عن الفشل الذريع الذي أبان عنه في إقناع الناس بمذكرة “السرعة 58” المثيرة للاستغراب، بإطلاق طلبات عروض لاقتناء مساحات إشهارية عبر مختلف القنوات السمعية البصرية والرقمية، بقيمة تلامس 160 مليون سنتيم (15.956.760,00 درهماً).

وعوض صرف هذه الملايين من الدراهم في المساهمة في تأهيل وإصلاح الطرقات والتكوين المستمر لرجال شرطة المرور، اختار بولعجول أن يضمن لنفسه ولمؤسسته مكاناً بارزا في العناوين والوصلات الإشهارية الإذاعية والتلفزية للتغطية عن النزيف اليومي في الأرواح في حرب الطرقات بـ”روتوشات إعلامية” مكشوفة ومفضوحة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News