“عرس فالضس”.. عرض مسرحي مدعم ينقل فوضى الزواج إلى الشارع

انطلقت عروض مسرحية “عرس فالضس”، من إخراج زهير أيت بنجدي، بعدد من المدن المغربية، وذلك في إطار المشاريع المدعمة من طرف وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة، ضمن مجال المسرح وفنون الشارع لسنة 2025.
وتدور أحداث المسرحية حول قصة زوجين، حليم وحليمة، ينتميان إلى طبقتين اجتماعيتين مختلفتين، فحليمة، طبيبة بيطرية تنتمي لعائلة غنية تهتم بالمظاهر، بينما حليم شاب من الطبقة الفقيرة، مستواه الدراسي لا يتجاوز الابتدائي، وعاطل عن العمل، ما يجعل عائلتها ترفض هذا الزواج، وفق ما ورد في ملف المشروع، والذي توصلت جريدة “مدار21” بنسخة منه.

وبعد مرور عامين على زواجهما، تقرر حليمة إقامة حفل زفاف “أسطوري” لتعويض زفافها الأول الذي لم يكن في المستوى الذي رغبت فيه، إذ رغم ضيق ذات اليد، يوافق حليم على مضض، ويوكل صديقه المقرب جواد، المعروف بـ”ولد النكافة”، لتنظيم الحفل، غير أن هذا الأخير شخص انتهازي يدعي المعرفة بكل شيء، ما يوقع العروسين في سلسلة من المواقف الكوميدية المحرجة أمام الضيوف.
وتتوالى الأحداث مع دخول الجوكير الفني، الذي من المفترض أن يكون المغني في الحفل، لكنه لا يتقن الغناء ويؤمن بموهبة وهمية، لتزداد الفوضى حين تدخل حليمة في مرحلة المخاض، ما يجعل جواد يهرع لإحضار “طبيب”، يتضح لاحقا أنه لا علاقة له بالمجال الطبي.

وفي خضم هذا الانفلات، يتدخل التوأمان اللذان كانت حليمة حاملا بهما، ويضعان حدا لسلسلة المواقف الفوضوية، ليكتشف الجميع أن ما حدث لم يكن سوى مهزلة تمثيلية، ويعودان إلى “البرزة”.
لكن جواد يُقنعهما بإعادة تمثيل مشهد الزواج مرة أخرى، وفي اللحظة الأخيرة، يُفاجأ حليم بأنه وقع دون علمه على عقد الطلاق، ليتزوج جواد من حليمة، ويفر العدول هاربا، ويُختتم العرض بمشهد ساخر، يحمل دلالات عبثية المواقف والصراع الطبقي في قالب هزلي.

ويسعى المخرج زهير أيت بنجدي، رفقة طاقم العمل، إلى تسليط الضوء على قضايا العلاقات الزوجية والعنف النفسي الذي قد يعاني منه بعض الرجال في علاقتهم بشريكاتهم، وذلك من زاوية كوميدية خفيفة، مع اعتماد التفاعل الحي مع الجمهور، الذي يُعتبر جزءا من العرض وشريكا في تطور الأحداث.
ويعتمد العرض على مزج متقن بين الكوميديا، الارتجال، والمفارقات الطبقية، مع الحفاظ على نص مكتوب يُترك فيه هامش للإبداع الآني والتفاعل مع الجمهور.
وبخصوص الموسيقي، فيرتكز تصور العرض على مزج الموسيقى المغربية التراثية بالمؤثرات الصوتية المسجلة في الاستوديو، لخلق جو يُعزز من التفاعل الدرامي ويواكب التحولات داخل المشاهد، إذ تُستخدم هذه الموسيقى ديناميكيا سواء لتعزيز التوتر الدرامي أو لإضفاء أجواء احتفالية تُحاكي طقوس الأعراس التقليدية، بأسلوب ساخر وتفاعلي.

وهذه المسرحية من تأليف نهيلة نايت بيهي، وإخراج زهير أيت بنجدي، الذي يجسد أيضا أحد الأدوار الرئيسية، إلى جانب زينب علجي، رضى بنعيم، وأمين التاليدي.
وأكد المخرج زهير بنجدي في تصريحه للجريدة أن الممثلة زينب علجي، عوضت زميلتها فاطمة الزهراء لهويتر في هذا العمل.
وحصل العرض على دعم مالي قدره 50 ألف درهم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل، في إطار الدورة الأولى لسنة 2025 الخاصة بدعم المشاريع الثقافية والفنية في مجال المسرح.
وتندرج هذه المسرحية ضمن أربعة مشاريع مدعمة في إطار “فنون الشارع”، من بينها أيضا “من الحبة نديرو قبة”، و”مايسترو الشارع”، و”بينا وبينكم”.