البقالي.. ضمير الصحافة

محمد البقالي، اسم رسّخ حضوره في سماء الصحافة العربية بجرأة الكلمة وصلابة الموقف، وهو يروي حكايات الإنسان من قلب بؤر التوتر.
سنوات من الميدان صقلته ليصبح أكثر من مجرد مراسل، بل شاهداً على تفاصيل تصنع التاريخ من خلف العدسات والميكروفونات، يلتقط صوت الضحايا قبل أن يتلاشى، ويعيد رسم معاناة المهمّشين في تقاريره بروح لا تعرف الانكسار.
في تجربته مع سفينة حنظلة، حمل البقالي همّ القضية الفلسطينية كما لو أنه يعيش تفاصيلها، مبحراً مع النشطاء والصحفيين في مهمة إنسانية تكسر حصاراً وتفتح أفقاً للأمل.
لم يكن مجرد ناقل للأحداث، بل جزءاً من الحكاية، يقتسم الخطر مع من يصارعون من أجل حياة كريمة، ويسجّل بعدسته لحظات ستبقى شاهدة على جرائم إسرائيل وعلى صمود من لا صوت لهم.
انتصاره للإنسانية لم يكن شعاراً يردّده، بل مساراً يسلكه في كل تقرير، وكل رحلة، وكل سؤال وجّهه أمام الكاميرا.
من فلسطين إلى مناطق أخرى تنزف، ظل محمد البقالي يختار الانحياز للقيم الكبرى، حاملاً رسالة الصحافة النبيلة التي ترفع معاناة الناس إلى الواجهة، وتمنح قضاياهم نبضاً لا يخفت مهما اشتدّ الصخب.