مثير للجدل

عبد اللطيف وهبي.. و”خفة” اللسان!

عبد اللطيف وهبي.. و”خفة” اللسان!

لا يخرج عبد اللطيف وهبي، وزير العدل، من جدل إلا ليدخل جدلا آخر أكبر منه، ذلك أن “خفة” لسان الوزير باتت تجر عليه في كل حين سيلا جارفا من الانتقادات. والطبيعي أن من يتعرض للانتقاد يُراجع نفسه ويعيد النظر في كثير من المسلمات، لكن يبدو أن عجرفة الوزير تملي عليه خيارات أخرى، آخرها ما بات يلفظه من استفزازات متواصلة للمغاربة.

مناسبة هذا الكلام أن الوزير وهبي اختار أن يرد على الجدل الذي أثير بخصوص نتائج مباراة المحاماة، والتي كان ابنه أحد الناجحين بها، من خلال إطلاق كلام مستفز عبر تسمية المنتقدين بالجالسين في المقاهي وأصحاب الفايسبوك الذين توعدهم بتشديد مراقبة الفضاء الأزرق.

وهبي، الذي تحدث بطريقة لا تليق بمكانة وزير العدل، قال إن ابنه حاصل على الإجازة من كندا وأنه غني، الأمر الذي اعتبر انتقاصا من قيمة الشواهد الجامعية المغربية، واستفزازا لعموم المغاربة الذين ليست لهم القدرة المالية على ضمان متابعة أبنائهم للدراسة بالخارج.

ولم ينته وهبي من أزمته مع المحامين، وقبلها تصريحات “التقاشر”، ومزايداته السياسية خلال الحملة الانتخابية، حتى بات يبحث عن أزمات جديدة، وكأنه لا ينتعش إلا في الجدل، الأمر الذي يباعد بينه وبين صفة وزير العدل، ويقربه أكثر من صناع “البوز” على مواقع التواصل الاجتماعي.

ربما تسعف وهبي خلفيته المهنية كمحام في التواجد بوزارة العدل، لكن تحمل المسؤولية السياسية ليس مسألة تقنية وفقط، بل يتطلب أمورا عدة أولها أن يتوفر الشخص على الرزانة الكافية، وأن يتمتع بالتواضع ليجيب على أسئلة الرأي العام في حدود ما يوضح اللبس، بدل أن يساهم في خلق مزيد من الضبابية ويفجر أحقادا إضافية بين المواطن والمسؤول.

الذين طالبوا الحكومة بالحديث والتواصل، لم ينتظروا أن يكون هذا التواصل على طريقة وهبي، الموغلة في الاستفزاز، بل كانوا ينتظرون تواصلا يحترم المتلقي ويستحضر نفسية المغاربة التي لا تتقبل التعالي ولغة “قليان السم” التي يبدو أن وهبي بات متفوقا فيها، خلال الأيام الأخيرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News