سياسة

هل يعكس تأخر أمريكا في فتح قنصلية بالصحراء المغربية تغييرا بموقفها؟

هل يعكس تأخر أمريكا في فتح قنصلية بالصحراء المغربية تغييرا بموقفها؟

قال مسؤول أمريكي إن بلاده لا تخطط لفتح قنصلية في الداخلة المغربية، خلال العام الجاري أو العام المقبل، مؤكدا أن التخطيط ما يزال جاريا لضمان وجود ظروف مناسبة، خاصة الأمنية منها.

وأوضح ريتشارد آر فيرما، مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الإدارة والموارد في مؤتمر صحفي بداية الأسبوع الجاري، أن ميزانية الدبلوماسية الأمريكية لعام 2025، لم تتضمن تمويل فتح القنصلية بالصحراء المغربية، مسجلا في الوقت نفسه أن “التخطيط لا يزال جاريا لضمان وجود ظروف مناسبة”.

وفضل فيرنا، الذي يعد كبير مسؤولي العمليات في وزارة الخارجية ويدير مشاريع التحديث والمساعدات الخارجية وقضايا الموظفين والاستراتيجية، عدم الرد على سؤال وجهه صحفي حول ما إذا كانت إدارة بايدن الحالية تملك الإرادة لذلك، عبر تجديده التأكيد على أن هناك “عناصر عدة تتحكم في اتخاذ القرار، منها الإرادة السياسية والأمن والموارد المالية المناسبة لفتح قنصلية أمريكية بالصحراء”.

وكان الإعلان المشترك بين المملكة المغربية والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل في 10 دجنبر 2020، قد نص على “فتح قنصلية في جهة الصحراء الغربية، في مدينة الداخلة، من أجل تعزيز الفرص الاقتصادية والاستثمارية لفائدة المنطقة”.

لكن وعلى الرغم من تدشين السفير الأمريكي السابق دفيد فيتشر مقر القنصلية، في زيارة تاريخية إلى الأقاليم الجنوبية للمملكة، لا وجود لمعطيات حولها أو عدد ممثليها أو حتى أدوارها في المنطقة. كما سبق لوزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو، أن أعلن عن الشروع في عملية إحداث قنصلية أمريكية في الصحراء، وأعلن إنشاء مكتب افتراضي في انتظار ذلك، غير أنه لا توجد أي معلومات عن هذا المكتب، ولا عن طبيعة نشاطه.

وخلافا لمن اعتبر تصريح المسؤول الأمريكي “ترددا” من إدارة بايدن فيما يتعلق بموقفها من الصحراء المغربية، اعتبر نوفل البعمري، الباحث في شؤون الصحراء، أن تصريح فيرما لا يعكس رفضا أمريكيا في فتح قنصلية بالصحراء المغربية، “بل الأمر كله مرتبط حسب سياق الجواب بمناقشة الميزانية التي تخصصها الولايات المتحدة الأمريكية للخارج و لأنشطتها الدبلوماسية خاصة على مستوى قرار فتح القنصلية بالداخلة الذي يظل من الناحية السياسية ساري المفعول”.

ويرى البعمري أن توقيت تنزيل تنفيذ مشروع فتح قنصلية أمريكية بالصحراء المغربية، مرتبط بسياقات سياسية داخل الولايات الأمريكية ومرتبط كذلك بالعلاقة مع المغرب خاصة منذ الإعلان الثلاثي الذي تم توقيعه قبل أربع سنوات.

وأضاف الباحث في شؤون الصحراء، في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، “هذا التصريح يظل عاديا، إذا ما تم وضعه في سياقه المالي، لأنه يعكس الانشغالات التي تم التعبير عنها في ذات التصريح وهي مرتبطة أساسا بالوضع في أوكرانيا وفلسطين والتهديدات الأمنية بالمنطقة الإفريقية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News