رياضة

محللون: تاريخ المغرب وثقافته يدفعانه للترفع عن رد إساءة الجزائر بالمثل

محللون: تاريخ المغرب وثقافته يدفعانه للترفع عن رد إساءة الجزائر بالمثل

أثارت حفاوة استقبال رئيس العصبة الوطنية لكرة القدم الاحترافية، عبد السلام بلقشور، ورئيس فريق نهضة بركان، حكيم بن عبد الله، لمسؤولي الاتحاد الجزائري ونادي اتحاد العاصمة بمطار أنكاد بمدينة وجدة جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المغربية والجزائرية، خاصة بعد الطريقة التي رحب بها بمكونات الفريق المغربي بالجزائر قبل أسبوع.

الحليب والتمر والورود، رفقة شعارات من قبيل “مرحبا اتحاد العاصمة”، و”الصحراء مغربية”، أثثت لحظات استقبال المسؤولين الجزائريين قبيل خوض فريقي نهضة بركان واتحاد العاصمة للقاء إياب نصف نهائي الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم اليوم الأحد.

وفي هذا الصدد، يرى الإعلامي الرياضي، رضا بنيس، أن هذا التصرف لا يمثل فقط فريق نهضة بركان والعصبة الوطنية الاحترافية لكرة القدم بل يعد بمثابة رسالة من قبل المغرب والذي أراد من خلالها التأكيد على أنه لطالما كان بلدا يمد يده للجارة الجزائر.

واستدل رضا بنيس في تصريح لجريدة “مدار21″، بموقفه هذا بتأكيد الملك محمد السادس مرارا على استعداد المغرب دوما لمد يده للجزائر ولكي يعيش شعبا البلدين “خاوة خاوة”، وكذا بغرض خلق علاقة تشاركية ربحية للطرفين، بالنظر إلى وجود عامل الوحدة الترابية التي تمثل إشكالا واضحا لدى جارة المغرب.

وأكد الإعلامي السابق بشبكة “بي إن سبورتس”، أنه “وإن عددنا أسماء الأطر الجزائرية التي توجهت إلى المغرب للإشراف على تدريب الفرق المغربية من قبيل عبد الحق بنشيخة ورابح سعدان إلى جانب عدد كبير من اللاعبين الجزائريين الذين سبق لهم وأن حملوا أقمصة أندية مغربية يشعرون وكأنهم يعيشون بوطنهم بالنظر إلى ما يمثله المغرب من بلد مضياف”.

وأوضح بنيس أنه بغض النظر لما يجسده هذا الاستقبال من الكرم والضيافة المغربيين وطبع هذا البلد الطيب، بقدر ما أحرج المسؤولين الرياضيين الجزائريين الذين أقاموا الدنيا ولم يقعدوها بسبب خريطة المغرب التي يحتوي عليها قميص النادي البركاني.

ولفت إلى أن “تصرف المغرب يبقى راقيا وكبيرا ويعكس ثقافة وتاريخ البلد، وكان من الممكن للمغرب أن يتعامل بالمثل مع الجار الجزائري، إلا أن المملكة المغربية أكبر بكثير تاريخا وقدرا من هذه التصرفات، والتي أكدت خلال مناسبات عدة على ريادتها في الضيافة والتعامل بحسن مع جميع الأطراف”.

وشدد بنيس، على أن “سلوك المغرب هذا لا يعني بأنه بلد يواجه بصمت كل التصرفات التي تهدده بشكل مباشر، لكون أن الطرف الآخر وطيلة احترامه للوحدة الترابية للمغرب وتقاليده وخريطته وصحرائه فهو مرحب به لأقصى الحدود، بينما حينما يتجاوز هذه الحدود ويتدخل في خصوصية البلد ومواطنيه الأحرار فإن الأمور تبدأ في أخد مسار آخر”.

كما أشار المتحدث عينه إلى ما أصبح يتوفر عليه المغرب الآن من دبلوماسية رائدة على المستويين الإفريقي والدولي التي أثبتت نجاحها ونجاعتها والتي مكنته من أن يحظى بمكانة لدى الدول العظمى على المستوى العالمي.

ومن جانبه، أكد المحلل والناقد الرياضي، محمد الماغودي، أنه لطالما ميز المغرب بين ما هو سياسي وما هو رياضي إلى جانب احترامه لبروتوكول الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، علاوة على ما يتوفر عليه المغرب من تقاليد وأعراف ورقي فكري وحضارة.

وتابع الماغودي في تصريح لجريدة “مدار21″، أن فريق نهضة بركان ممثل المغرب في نصف نهائي بطولة الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم أظهر للعالم أنه “لا يمكن لك أن تتعامل في الرياضة بمنطقي الثأر والانتقام، بل بمنطقي الرقي والنضج”.

وخلص المحلل الرياضي إلى أن سلوك المغرب الترحاب هذا كان متوقعا، معتبرا إياه يدخل في نطاق اللالتزام الأخلاقي والبروتوكولي الذي ينص عليه الاتحادين الإفريقي والدولي لكرة القدم.

تعليقات الزوار ( 1 )

  1. لا ثقافة ولاهم يحزنون ليست لي ثقافة عدم الرد على السب والشتم في المغرب والمغاربة يوميا .فأنا ارد بكل ما أستطيع واذا لم نرد فسوف نجد أنفسنا يوما محتلين من طرف الجزائر والايام بيننا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News