رياضة

عندما تحدّى المغرب العالم من أجل الجزائر وعوقب من طرف “الفيفا”

عندما تحدّى المغرب العالم من أجل الجزائر وعوقب من طرف “الفيفا”

يُصِرُّ حُكّام الجزائر على الاختباء وراء ذاكرتهم “الذبابية الجاحدة” لتناسي، قصدا، تضحيات المغرب وأفضاله على جارته الشرقية على مر التاريخ، بما في ذلك الجانب الرياضي، عندما خاض المغرب سنة 1958 مباراة ضد فريق جبهة التحرير الوطني الجزائري لكرة القدم، معلنا العصيان الرياضي والسياسي على الاتحاد الدولي لكرة القدم والمنتظم الدولي.

ويروي التاريخ وقصاصات الجرائد قبل 66 عاما كيف أن “أب الأمة”، الملك الراحل محمد الخامس، أبى إلا يخوض المنتخب المغربي مباراة ضد المنتخب الجزائري آن ذاك، رغم تهديدات “فيفا” بتجميد عضوية أي اتحاد كروي يواجه المنتخب غير المعترف به والذي لا يملك أي سيادة.

المغرب الذي كان آن ذاك ينفض مخلفات الاستعمار الفرنسي بعد عامين من الاستقلال، وقف إلى جانب جارته الشرقية التي كانت ما تزال تئن تحت وطأة الاحتلال الفرنسي وتحدى “الفيفا” عندما أكد الراحل محمد الخامس ردا عن أي عقوبة محتملة: “حتى لو كانت العقوبة أربع سنوات، سيخوض منتخبنا هذه المباراة من أجل الجزائر”.

وظل المغرب وفيا لروابط الأخوة مع الجزائريين في أحلك الظروف التي كانت فيها الجزائر جزءا من التراب الفرنسي، وتمسك بقرار اللعب ضد منتخب “اللاعبين المتمردين” كما وصفهم الاتحاد الفرنسي و”فيفا”، حتى وإن كان ذلك على حساب كرة القدم المغربية.

وشهدت البطولة المنظمة في تونس انسحاب الجمهورية العربية المتحدة، الكيان السياسي المشكل إثر الوحدة بين جمهوريتي مصر وسوريا، بعد تهديدات “فيفا”، في وقت ظل المغرب وتونس ثابتين على موقفها المعترف بحق الجزائر في الاستقلال وتشكيل منتخب كروي يخطو به أولى خطوات التحرر.

وخاض المنتخب المغربي المباراة ضد فريق جبهة التحرير الوطني الجزائري لكرة القدم، المشكل من لاعبين فروا من الأندية الفرنسية إلى تونس لتشكيل جبهة مقاومة رياضية سيبلغ صداها العالم بعد مواجة “الأسود”.

سيزداد إشعاع منتخب التحرير الجزائرية على حساب تضحيات المغرب عندما عاقب “فيفا” المملكة بتجميد عضويتها لسنتين ما حرم “أسود” المغرب من المشاركة في كأس إفريقيا سنة 1959 بمصر.

المغرب كان من بين البلدان القليلة التي وقفت أمام الاتحاد الفرنسي لكرة القدم و”الفيفا”، فباستثنائه رفقة تونس وليبيا، لم يدعم أي اتحاد عربي آخر تشكيل منتخب جزائري، فيما عبرت كل من يوغوسلافيا وتشيكوسلوفاكيا ورومانيا والمجر وبلغاريا والصين وفيتنام الشمالية تمردها أيضا على الهيئة المشرفة على اللعبة دوليا.

ولم يقف دعم المغرب للمنتخب الجزائري عند تلك المباراة، بل تعداه إلى دعوة رسمية للحلول بالمغرب، وحل بالرباط في نونبر من سنة 1958، وأجرى عدة مباريات مع منتخبات العصب، في تحدٍ جديد من المملكة لأي عقوبات من الجهاز الوصي على كرة القدم العالمية.

وكان المغرب من بين أكثر البلدان التي خاضت فيها الجزائر مبارياتها قبل نيلها الاستقلال والاعتراف الدولي بست مباريات، وبلغاريا (9 مباريات) وتشيكوسلوفاكيا وتونس (8 مباريات)، ورومانيا (7 مباريات)، والعراق والمجر (6 مباريات)، والاتحاد السوفياتي ويوغوسلافيا والصين والفيتنام (5 مباريات)، والأردن (4 مباريات)، ليبيا (مباراتان).

وينضاف الدعم الرياضي إلى المواقف الشجاعة التي انتصب المغرب فيها دفاعا ودعما لجارته الشرقية، سيما إبان الثورة الجزائرية سنة 1954 عندما ساعد المقاومة الجزائرية بتهريب السلاح عبر الحدود المغربية الجزائرية حتى إعلان استقلال أرض المليون شهيد سنة 1962.

وفي وقت وقف المغرب، ملكا وشعبا، إلى جانب المنتخب الجزائري وجيش التحرير أمام العالم غير عابئ بتبعات عصيانه للآلة الكولونيالية، يؤكد “نظام الكابرانات” أن لهم “ذاكرة ذبابة” بعدما احتجزوا أقمصة نهضة بركان بسبب خريطة المغرب الكاملة دفاعا عن عصابة انفصالية.

ولم يكف “عسكر الجزائر” معاداة المغرب سياسيا في ردهات الهيئات الأممية، بل تجاوز العداء كل الحدود ليصل إلى المجال الرياضي بعد استفزازات كثيرة للكرة المغربية منع فيها رفع العلم المغربي بملاعب الجزائر وحرم المنتخب المغربية من المشاركة في الشان وتجشم فيها ممثلو كرة القدم المغربية عناء رحلات غير مباشرة صوب الجزائر بسبب إغلاق المجال الجوي وقطع العلاقات، وآخرها لجوء اتحاد الجزائر إلى محكمة التحكيم الرياضي “الطاس” بلوزان احتجاجا على السماح لفريق مغربي بحمل خريطة بلده.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News