المنتخب المغربي

العامل النفسي مهم لتجاوز “الأسود” عقدة الأدوار الإقصائية ولعنة تضييع الفرص

العامل النفسي مهم لتجاوز “الأسود” عقدة الأدوار الإقصائية ولعنة تضييع الفرص

يستعد المنتخب المغربي لمباراة مختلفة عن دور المجموعات بكأس إفريقيا “كوت ديفوار 2023″، عندما يواجه جنوب إفريقيا لحساب ثمن النهائي، مساء اليوم الثلاثاء بملعب “لوران بوكو” بمدينة “سان بيدرو”.

ولن تكون مباراة الغد بين “الأسود” و”بافانا بافانا” قابلة للقسمة على إثنين، إذ إن أي نتيجة غير الفوز تعني العودة للمنزل للطرف المنهزم، لذلك يدخل كل منتخب اللقاء رغبة في تحقيق الانتصار لمواصلة المغامرة في “كان 2023” بأرض “الفيلة”.

وتعد الجاهزية النفسية من العوامل المؤثرة في المباريات خروج المغلوب، سيما في ظل الظروف التي تجرى فيها المباريات بساحل العاج، وينضاف إلى ذلك “عقدة” نهاية رحلة “الأسود” في الأدوار الإقصائية في الـ20 سنة الماضية.

وبهذا الصدد، يرى الأخصائي النفسي، محمد البارودي، أنه من الناحية النفسية من شأن “عادة” الخروج المبكر في أدوار خروج المغلوب أن يكون لها انعكاس نفسي سلبي على اللاعبين خاصة والطاقم التقني بشكل عام، كما يمكن أن تشكل صدمة نفسية للاعبين خاصة لمن شاركوا في آخر نسخة”، مؤكدا أنه هذا العامل أيضا “من شأنه أن يؤثر على الحافز لدى اللاعبين فيما يخص المسابقات الموالية للإقصاء المبكر”.

ويبتسم تاريخ المواجهات المباشرة بين المنتخبين في نهائيات كأس أمم إفريقيا لمنتخب المدرب هوغو بروس، فمن أصل خمس مواجهات، تفوق خلالها “بافانا بافانا” في مناسبتين، وعاد الفوز للمغرب في مباراة يتيمة، فيما تعادلا في لقائين.

وعن هذا المعطى، يرى محمد البارودي، في حديثه لجريدة “مدار21”، أهمية العامل النفسي في حالة استغلاله بشكل إيجابي، وذلك باستحضار “تاريخ المواجهات السابقة وأهمية الرغبة والدافع للفوز بالمقابلة، بعيدا عن التشنج والضغط وبعض المصطلحات التي تكون لها أثر سلبي ويمكن أن تشكل ضغطا نفسيا على اللاعبين مثل الانتقام ورد الاعتبار”، مشددا على ضرورة الاستغلال الإيجابي للعامل النفسي واستحضار أهمية الثقة في النفس لدى اللاعبين، إذ إن “تاريخ المواجهات يبقى مجرد إحصائيات لا غير”، حسبه.

وعقب إلغاء لجنة الاستئناف التابعة للكاف عقوبة التوقيف الصادرة في حق المدرب وليد الركراكي ليعود لقيادة “الأسود” من على مقاعد البدلاء، يأمل رفاق القائد غانم سايس استغلال هذا العامل بشكل إيجابي في تحقيق الفوز بمباراة الثلاثاء.

لذلك، نوه البارودي بالأثر النفسي الإيجابي لإلغاء هذه العقوبة على جل اللاعبين خاصة من الناحية السيكولوجية، “مما يؤكد ذلك إهداء لاعبي المنتخب الفوز في المباراة الأخيرة أمام زامبيا والتربع على رأس المجموعة للمدرب الموقوف”، مشيرا إلى أن ذلك “يوضح المكانة التي يحظى بها الناخب الوطني داخل الفريق” ومشدد على ضرورة استثمار العلاقة الجيدة بين المدرب واللاعبين بشكل إيجابي والاستعداد النفسي بشكل جيد لمباراة جنوب إفريقيا.

وأثار تضييع لاعبي المنتخب الوطني لفرص التسجيل الكثيرة خلال مبارياتهم السابقة بدور المجموعات جدلا بالوسط الرياضي، مما خلق التساؤلات حول تأثيره على اللقاء المقبل أمام منتخب جنوب إفريقيا، وما إن كان سيتسبب في فقدان الثقة وتسرب الشك لدى اللاعبين في خطف الانتصار من بوابة منتخب “بافانا بافانا”، إذ يرى المتحدث نفسه أنه في حالة استمرار غياب الفاعلية أمام المرمى بشكل كبير لدى بعض اللاعبين “سيتسبب ذلك في الشعور بالضغط النفسي وفقدان الثقة بالنفس وسينعكس سلبا على التركيز والانتباه لدى جل اللاعبين جراء تضييع هذا الكم من الفرص الضائعة”.

وأوضح البارودي أن “العامل النفسي والذهني مهم جدا في مثل هذه الأوضاع التي من الطبيعي أن تحدث لدى أي لاعب،ويجب معالجة هاته الإشكالية بتقديم الدعم النفسي خلال المباراة وأهمية التشجيع وعدم استصغار قيمة اللاعب الذي يضيع هذه الفرص أو تبديله من أجل الحفاظ على تركيزه وعدم تشتته الذهني وإحساسه بالذنب”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News