فن

حلم الهجرة يتحوّل إلى كابوس في مسرحية “حلم ليلة سفر”

حلم الهجرة يتحوّل إلى كابوس في مسرحية “حلم ليلة سفر”

تستعد فرقة أكنول للثقافة والفنون لعرض مسرحيتها الجديدة “حلم ليلة سفر” يوم السبت المقبل، في تمام الساعة الثامنة ليلا، بالمسرح الكبير بن امسيك بمدينة الدار البيضاء، إذ يأتي هذا العرض في إطار المشاريع المسرحية المدعمة من قبل وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة، برسم سنة 2025.

وتدور أحداث المسرحية، بحسب ما كشف عنه أيوب بنهباش، من طاقم العمل لجريدة “مدار21″، داخل مكتب للهجرة بكندا، حيث تُحقق موظفة مع شاب دخل البلاد بطريقة غير قانونية، بعد أن عُثر عليه داخل حاوية بضائع رفقة جثة فتاة، ليرفض الشاب في البداية الإفصاح عن طبيعة علاقته بها، إلى أن يُكشف لاحقا أنها شقيقته التي كانت تحلم بالهجرة معه، لكنها لم تتحمل مشاق الرحلة بسبب إعاقتها الجسدية.

ويسرد الأخ تفاصيل الرحلة منذ بدايتها، مرورا بالتحضيرات والمخاطر، وصولا إلى أرض المجهول التي كانت شقيقته تطلق عليها اسم “بلاد السيام”، غير أن الواقع في البلد الجديد جاء صادما ومخالفا لكل التوقعات والأحلام.

وتعتمد المسرحية على مقاربة إخراجية تُبرز الصراع الداخلي بين الحلم والواقع، وتُوظف الفضاء المسرحي الضيق، المتمثل في الحاوية، كرمز للاختناق والعزلة، ليتم بناء المشاهد على تداخل بين التحقيق البارد وذكريات الطفولة الدافئة، ما يعكس التمزق النفسي للشخصيات.

ويتعامل النص مع الهجرة ليس فقط كتنقل جغرافي، بل كتحول داخلي عميق، يظهر من خلال شخصية الأخ التي تميل إلى العقلانية المفرطة، مقابل شقيقته الحالمة التي ترى العالم بعين طفولية رغم وعيها بالواقع.

ويُراهن الإخراج على أداء تمثيلي واقعي، بعيد عن المبالغة، حيث يبني الممثلون أدوارهم على دوافع داخلية حقيقية، ويعتمدون على الإنصات، وتعبيرات الجسد، والإيقاع الداخلي للنفس، لكن في المقابل، تظهر شخصية موظفة الهجرة كصورة باردة عبر شاشة فيديو، في اختيار إخراجي يُبرز البعد البيروقراطي للنظام، ويزيد من عزل المهاجر داخل الفضاء المسرحي.

والمسرحية من تشخيص سهام ازطوطي، عبد المالك أخميس، ونور الدين سعدن، الذي تولى أيضا مهمة الإعداد والاقتباس، أما الإخراج فكان من توقيع ربيع بن جحيل، والسينوغرافيا لرشيد الخطابي، وتصميم الأزياء لـفردوس الرامي.

وتكفل أناس أفيتح بالإضاءة والمؤثرات الضوئية، وأيوب بنهباش بالموسيقى والعلاقات العامة، بينما تولى المهدي لدري مهمة المحافظة العامة، ووديع حامين تنفيذ السينوغرافيا.

وشرعت العديد من الفرق المسرحية في تقديم العروض الأولى لأعمالها في عدد من المدن المغربية في إطار جولة فنية، مدعمة من وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة.

وشهدت هذه الدورة دعم 41 مشروعا مسرحيا، من المنتظر تقديم عدد منها خلال الشهر الجاري، من بينها كناش الحشمة، واقطيب الخيزران، والبعد الخامس، والمروح، والمعمعة، إلى جانب أعمال أخرى.

مسرحية “حلم ليلة سفر” من إنتاج فرقة “أكنول للثقافة والفنون”، حصلت على دعم مالي قدره 140 ألف درهم، من طرف وزارة الشباب والثقافة والتواصل، وذلك في إطار الدورة الأولى لسنة 2025 الخاصة بدعم المشاريع الثقافية والفنية في مجال المسرح.

يذكر أن العمل المسرحي “حلم ليلة سفر” تم منحه الدعم باسم المخرج عماد فجاج، قبل أن يتم لاحقا تغيير الإخراج ليُسند إلى المخرج ربيع بن جحيل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News