تربية وتعليم

فرض الانتقاء بشعبة الإنجليزية يفجر احتقانا بجامعة القنيطرة ويجر ميراوي للمساءلة بالبرلمان

فرض الانتقاء بشعبة الإنجليزية يفجر احتقانا بجامعة القنيطرة ويجر ميراوي للمساءلة بالبرلمان

انطلق الموسم الدراسي بجامعة القنيطرة على وقع الاحتقان، بعد فرض جامعة ابن طفيل الانتقاء الأولي على الطلبة الراغبين في التسجيل بشعبة الإنجليزية، ما سبب في تصاعد الاحتجاجات إذ قررت الطلبة مقاطعة الدراسة لمدة أسبوع من 18 إلى 23 شتنبر الجاري.

ويرى مهتمون أن القرار الذي اتخذته جامعة ابن طفيل، في إطار مخطط الوزارة لتسريع تحول منظومة التعليم العالي، يعكس “نية” الوزارة لتحويل الجامعات ذات الاستقطاب المفتوح إلى جامعة ذات الاستقطاب المحدود، الأمر الذي أثار انتقادات واسعة للوزارة.

بدورها دخلت نادية تهامي النائبة البرلمانية عن فريق التقدم والاشتراكية على خط هذا الجدل، إذ وجهت سؤالا لوزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار عبد اللطيف ميراوي “حول حرمان طلبة من التسجيل في كليات ذات استقطاب مفتوح”.

وكشفت النائبة، ضمن سؤال كتابي توصلت جريدة “مدار21” بنسخة منه، أن جامعة ابن طفيل بالقنيطرة “عمدت إلى تجاوُزِ معيار “الاستقطاب المفتوح”، في معاكسَةٍ للتوجهات الرامية إلى توسيع استقطاب حاملي الباكالوريا إلى الجامعة المغربية”، مضيفة: “ويهُمُّ قرارُ الجامعة المذكورة، حسب ما ورد إلى علمنا من مصادر مجتمعية مختلفة، الامتناع عن تسجيل عددٍ كبير من الطالبات والطلبة في شعبة الدراسات الإنجليزية، بما أثار حفيظة فعالياتٍ متعددة فضلاً عن الطلبة المعنيين وأسرهم”.

وأفادت أنه “من أجل إضفاء طابع “المشروعية” المغلوطة على قرار المنع المومإ إليه أعلاه، يبدو أن الكلية المعنية بالجامعة المذكورة لجأت إلى فرض معدلاتٍ ونقط عالية وإقصائية من أجل انتقاء المؤهلين للدراسة بشعبة الإنجليزية، فيما يُحَوِّلُ هذه المؤسسة عمليا إلى جامعة ذات استقطابٍ محدود”.

وشددت تهامي على أنه “أمرٌ غير مفهوم، لا سيما إذا استحضرنا واجب وزارتكم في توفير البنيات والموارد البشرية والمادية القادرة على استيعاب الطلبة في الجامعات ذات الإقبال المكثف، بجميع أصنافها، عوض اللجوء، بأساليب غير متكافئة، إلى حرمان الطلبة من التسجيل في الشعب التي يختارونها ويلمسون في أنفسهم الرغبة والقدرة على متابعة الدراسة فيها”.

وطالبت النائبة الوزير، تأسيساً على ما يعلنه من إرادةٍ في إصلاح التعليم العالي، ومن حرصٍ على تكافؤ الفرص، وعلى مواجهة الهدر الجامعي، وعلى تحفيز تدريس اللغات خصوصاً، أن يقوم بتوضيح وتفسير حيثيات الموضوع المذكور، وأن يقدم التدابير التي سوف يتخذها من أجل احترام كافة الكليات لمجانية وعمومية التعليم العالي والحفاظ على طابع “الاستقطاب المفتوح” في الجامعات التي تكتسي أصلاً هذه الصفة.

وكان الاتحاد الوطني لطلبة المغرب موقع القنيطرة قد أعلن عن شروعه في خوض إضراب شامل عن الدراسة من داخل الكليات من 18 إلى 23 شتنبر الجاري، احتجاجا على القرار ودفاعا عن الجامعة العمومية ذات الاستقطاب المفتوح والمكتسبات التاريخية للحركة الطلابية.

ورفض الاتحاد في بلاغ له “الهجوم الشرس الذي تتعرض له الجامعة العمومية والمكتسبات التاريخية للحركة الطلابية المغربية من خلال “التخريب البيداغوجي الجديد” الذي تحاول الوزارة الوصية تنزيله مع بداية هذا الموسم الجامعي في إطار المخطط الوطني لتسريع تخريب منظومة التعليم العالي”.

وقال البلاغ إن “المخطط المذكور يهدف بشكل مباشر إلى القضاء على الاستقطاب المفتوح (عبر الاقصاء المباشر للطلبة من حقهم في التسجيل)، وتكريس نخبوية وطبقية التعليم العالي عبر ما يسمى بمراكز التميز، وتقزيم المحتوى العلمي والأكاديمي للجامعة ما يسمى بإجازات الجيل الجديد”.

واتهم الاتحاد الوطني لطلبة المغرب أن الجامعة بنهج مخطط يرمي إلى “الاجهاز” على استقلالية الجامعة وديمقراطيتها، و“قمع” حرية العمل النقابي الجماهيري الديمقراطي والمستقل داخلها كشرط ضروري للإجهاز على كافة المكتسبات البيداغوجية والديمقراطية بالموقع، حسب البلاغ.

ويذكر أن الجامعة اشترطت توفر الطلبة الراغبين في التسجيل بشعبة الإنجليزية على معدل لا يقل عن 20/15، الأمر الذي أثار استنكارا واسعا بين الطلبة وعائلاتهم، وخلف احتجاجات يرتقب أن تتواصل من طرف “الطلبة المقصيين”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News