مدارس سبتة المحتلة تواجه ضغط المهاجرين بتدابير تعليمية استثنائية

نشرت الجريدة الرسمية للدولة الإسبانية قرارا صادرا عن كاتب الدولة في التربية يقضي بإحداث أربع قاعات خاصة بالاستقبال الأولي والتقييم والإدماج اللغوي داخل معهد “IES Abyla” بمدينة سبتة المحتلة، موجهة لفائدة القاصرين المهاجرين.
القرار سيدخل حيز التنفيذ خلال الموسم الدراسي 2025-2026 ويُعتبر تدبيرا انتقاليا واستثنائيا استجابة للوضعية التي يعيشها النظام التعليمي المحلي منذ التدفق الكبير للقاصرين في غشت 2024، وهو ما خلق ضغطا على المؤسسات التعليمية نتيجة العدد المرتفع من الأطفال الذين يعانون من صعوبات لغوية وتعليمية.
الهدف الأساسي من هذه القاعات، وبحسب ما نشرته وسائل إعلام إسبانية متفرقة، يتمثل في تقييم المستوى التعليمي لكل قاصر وضمان حصوله على الحد الأدنى من الكفايات الأساسية في اللغة الإسبانية قبل إدماجه في الأقسام النظامية، وبمجرد أن يحقق التلميذ هذا المستوى سيتم نقله إلى الفصول العادية مع مواصلة الاستفادة من الدعم التربوي المخصص للتلاميذ الأجانب الجدد.
وأشارت صحيفة “elfarodeceuta” إلى أن هذه القاعات ستشتغل في الفترة المسائية بمعدل أربع ساعات يوميا، وستستقبل مجموعات لا تتجاوز 15 تلميذا مع إمكانية رفع العدد بنسبة 10 في المئة عند الحاجة، وسيظل القاصرون فيها المدة الضرورية فقط، وفق خطة تعليمية فردية يعدها الأساتذة بالتنسيق مع قسم التوجيه، مع مراعاة المستوى الأكاديمي لكل طفل وصعوبات اندماجه المرتبطة بوضعه الاجتماعي والثقافي.
المضامين التعليمية ستركز على تمكين التلاميذ من الكفايات اللغوية الأساسية في اللغة الإسبانية شفهيا وكتابيا، ومنحهم معارف أساسية تسمح لهم بالالتحاق بالبرنامج الدراسي العادي، إضافة إلى إكسابهم عادات مدرسية وتقنيات للدراسة تسهّل اندماجهم في النظام التعليمي، إلى جانب تلقين قواعد العيش المشترك وروتين العمل داخل المؤسسة بما يدعم عملية الاندماج الاجتماعي.
على مستوى الموارد البشرية، يؤكد المصدر ذاته، أنه ستشرف على كل قاعة أستاذة أو أستاذ للغة الإسبانية وآدابها، كما سيُعتمد نصف منصب في تخصص البيداغوجيا العلاجية أو السمعي-اللغوي ونصف منصب في مجال التوجيه التربوي. وسيكون الطاقم التربوي جزءا من هيئة التدريس بمعهد “IES Abyla” ويعمل بشكل منسق مع إدارة الدراسات، بينما تتولى المديرية الإقليمية مهمة توزيع الموارد وضبط عدد القاعات وفقا لحاجيات التمدرس.
القرار، بحسب “elfarodeceuta”، يؤكد أن هذه القاعات تظل إجراء انتقاليا واستثنائيا محصورا في الموسم الدراسي 2025-2026، لكنه ضروري بالنظر إلى ما وصفه النص بـ”الأثر غير القابل للعكس لمرور الزمن في نمو الأطفال”، لافتة إلى أن الهدف يبقى إدماج القاصرين في الأقسام العادية بأسرع وقت ممكن بمجرد توفرهم على الكفايات الدنيا المطلوبة.
وسجلت الصحيفة أن عمل هذه القاعات سيكون خاضعا لمتابعة المديرية الإقليمية للتربية بتنسيق مع إدارة معهد “IES Abyla”، كما سيتعين على مجلس المؤسسة إعداد تقرير تقييمي حول تنفيذ البرنامج وأثره على المجتمع المدرسي، مبرزة أن “نجاح التجربة سيعتمد بالأساس على قدرة التلاميذ على التكيف والتزام الأطر التربوية التي ستضع استراتيجيات فردية لكل حالة”.
وتكشف هذه الخطوة، وفق المصدر ذاته، عن التحدي التعليمي المستمر الذي تواجهه سبتة المحتلة في ظل تدفق القاصرين المهاجرين وارتفاع نسبة التلاميذ ذوي الاحتياجات الخاصة إلى الدعم، وهو ما يفرض على المؤسسات البحث عن حلول سريعة ومرنة لمواكبة واقع متغير باستمرار.
وأكدت الصحيفة أن القرار الذي وقعه كاتب الدولة في التربية أبيلاردو دي لا روزا دياز دخل حيز التنفيذ فور نشره في الجريدة الرسمية، ما يعني أن هذه القاعات ستكون جاهزة منذ بداية الموسم الدراسي المقبل، مشيرة إلى أن الوزارة بدورها أكدت أن الغاية من هذا الإجراء هي ضمان تكافؤ الفرص التعليمية ومنح كل القاصرين المهاجرين إمكانية التعلم والاندماج ومتابعة مسارهم الدراسي في ظروف مماثلة لباقي التلاميذ، بما يعزز مبدأ الإنصاف داخل مدينة تتميز بتنوعها الثقافي والاجتماعي.