غموض توزيع ربح “كتب الريادة” بين المكتبات والمطابع يُربِك وصولها للتلاميذ

قال رئيس رابطة الكتبيين بالمغرب، الحسين معتصم، إن غموض توزيع هامش الربح بخصوص بيع كتب الريادة بين الناشرين والكتبيين (محدد في 30%) يؤثر على توفر هذا الصنف من المقررات الدراسية في المكتبات، متهماً الشركات نائلة صفقات كتب الريادة بعدم احترام دفاتر التحملات الخاصة بها.
وأضاف معتصم، ضمن مروره ضيفاً على برنامج حوار الأسبوع الذي يبث على المنصات الرقمية لجريدة “مدار21” الإلكترونية، أن “الإشكال المطروح اليوم على مستوى تزويد المكتبات بالكتب المدرسية الخاصة بمدارس الريادة هو تطبيق المقتضيات المتعلقة بدفتر التحملات الخاص بالصفقات المتعلقة بإنتاج هذه الفئة من المقررات الدراسية”، مشيراً إلى أن “هامش الربح محدد في 30 في المئة بين الناشر والكتبي، إلا أن هذه النسبة لا يتم احترامها”.
ولفت المصدر عينه إلى أن “الشركات نائلة الصفقات لم تحترم مقتضيات دفاتر التحملات الخاص بكتب مدارس الريادة، خصوصاً في الجانب المتعلق بتوزيع هوامش الربح”، مبرزاً أن “هذه الإشكالية تزداد سوء حينما نستحضر الأثمنة المنخفضة لهذه الكتب”.
وتابع رئيس رابطة الكتبيين بالقول إنه “سبق أن نبهنا مصالح وزارة التربية الوطنية إلى أن هامش الربح المنخفض إذا أضفنا إليه عامل انخفاض أسعار الكتاب المدرسي الخاصة بمؤسسات الريادة سيؤديان بالكتبي إلى الامتناع عن تداول هذه الكتب في مكتبته لكونها غير مربحة، وثانيا إفساح المجال أمام السوق السوداء التي ستعوض الأسواق المنظمة”.
وفي نفس الصدد، أوضح معتصم أن “هذا الواقع سيؤدي إلى ارتفاع أسعار كتب مدارس الريادة في السوق السوداء، وهذا ما حصل فعلا في عدد من المناطق بالمغرب، خصوصاً المدن البعيدة عن سوق إنتاج الكتاب المدرسي المتمركز بشكل أساسي في الدار البيضاء”، مشددا على أن “الاكتفاء بـ5 في المئة أو 10 في المئة من الربح في كتاب مدرسي لا يمكن أن تحفز الكتبي على متاجرة مثل هذه السلعة بحيث لا تغطي حتى تكاليف النقل”.
وشدد المصدر عينه على أن “رابطة الكتبيين ستقبل بهذا الوضع خلال هذا الموسم الدراسي شريطة أن يتم توسيع هامش ربح الكتبيين من بيع كتب مدارس الريادة وإلزام الناشرين على الانضباط لدفاتر التحملات”، لافتاً في هذا الصدد إلى أن “الصيغة المناسبة هي أن يحدد هامش ربح الكتبيين في 20 في المئة من أصل 30 في المئة”.
وحمل المتحدث ذاته مسؤولية الوضع الحالي إلى الشركات نائلة صفقات إنتاج الكتاب المدرسي الخاص بمؤسسات الريادة، مشيراً إلى أنه “حتى الأسعار المنخفضة شكلت مشكل حقيقي في هذه العملية، حيث نلاحظ لأول مرة كتاب اللغة الفرنسية بـ3 دراهم ونصف، أي أقل من سعر علبة حليب”.
وبالعودة إلى الصفقات، أفاد معتصم أنها “لم تتم في الوقت المناسب من أجل تأمين تزويد المكتبات بالكتب المدرسية اللازمة خلال الموعد المناسب ودون تأخير”، مبرزاً في هذا الصدد أنه “لابد من مراقبة عدد الكتب الريادة التي تم طبعها ومقارنتها مع العدد المحدد في دفاتر التحملات”.
وعلاقة بموضوع التوزيع، أفاد معتصم أن “الأصل هو أن يعتمد التوزيع على المستوى الوطني”، منتقدا في هذا الجانب “الشركات نائلة للصفقات التي تتعامل وكأن المعني بهذه الكتب هو مكتبات الدار البيضاء فقط، بحيث نتوصل بشكايات عدد من المكتبات الكبرى التي تؤكد رفض طلبها الحصول على كتب مدارس الريادة”.