مجتمع

عائلات مغربية تنفي الرواية الجزائرية وتجدد مطالبها بالكشف عن مصير أبنائها المهاجرين

عائلات مغربية تنفي الرواية الجزائرية وتجدد مطالبها بالكشف عن مصير أبنائها المهاجرين

ما زالت عائلات المهاجرين المغاربة المفقودين بالجزائر تطالب بالكشف عن مصير أبنائها بعد سنوات من اختفائهم في غياب لأي تأكيدات رسمية حول مصيرهم، مرجحة احتمالية احتجازهم بالسجون الجزائرية بعد قيامهم بمحاولة للهجرة غير النظامية عن طريق الجزائر باتجاه أوروبا.

واجتمعت عائلات هؤلاء الشباب في إطار أشغال المنتدى الاجتماعي المغاربي المنعقد بمدينة الناظور لتجديد مطالبتهم بالكشف عن مصير أبنائهم وترحيلهم من الجزائر نحو وطنهم، حاملين لافتات تتضمن صورا ومعلومات عن أبنائهم. ومعبرين عن أملهم في عودة فلذات أكبادهم إلى أرض الوطن بعد شهور وسنوات من الغياب.

تقول جمعة امباركي، وهي أخت أحد الشباب المغاربة الذين هاجروا من المغرب عبر الجزائر باتجاه أوروبا، إن أخاها يوسف غادر منذ شهر أكتوبر سنة 2002 لكن أخباره انقطعت بعد ستة أشهر من سفره، فلم تعد الأسرة قادرة على معرفة وسيلة للوصول إليه.

تحكي جمعة في تصريح لـ”مدار 21″ تفاصيل اختفاء أخيها الذي تتهم الجزائر باحتجازه رفقة عدد من المهاجرين الذين كانوا يشاركونه حلم الهجرة للديار الأوروبية، إذ تقول جمعة بلهجة حادة: “اعتقلهم العسكر ديال الجزائر”.

وتضيف المتحدثة ذاتها أن أسر الشباب المهاجرين المختفين قد توصلوا بخبر عن انتشال جثة أحد المهاجرين المغاربة الذي كانوا يطمحون للهجرة لأوروبا عبر الجزائر، بعد أزيد من ستة أشهر على اختفائهم.

وتفند جمعة فرضية موت هذا الشاب غرقا، إذ تعتبر أن وجود وثائق تبوث هوية سليمة لم تتضرر بالماء ينفي هذا الاحتمال. مضيفة أن موته غرقا بعد ستة أشهر لن يجعل جثته بذلك الثقل الذي جعل من حملها على النعش أمرا صعبا.

وتساءلت جمعة عن سبب إيجاد مهاجر واحد بين 64 مهاجرا كلهم كانوا من المختفين، وأضافت المتحدثة ذاتها أن الأسر بلغها بعد مدة خبر احتجازهم في معتقلات الرابوني بالجزائر.

السؤال الذي طرحته جمعة طرحه يحى كذلك، وهو من عائلة أحد الشباب المختفين، إذ قال الرجل في تصريح لجريدة “مدار21” إن إيجاد شاب واحد بين 64 شابا من الشباب المفقودين يطرح علامة استفهام كبيرة.

وأضاف المتحدث ذاته أن الوصول إلى أخبار حول مصير الشباب أمر صعب، إذ لم يتمكن أي من الأشخاص الذين تكلفهم العائلات بالبحث عن أبنائها من الوصول لأي معلومة عن وضعهم أو مصيرهم. ويردف الرجل بالقول: “كيكون متحمس، غير كيبدا البحث كيغيب علينا وكيقطع الاتصال”.

وعبر يحى عن معاناة أسر الشباب المفقودين الذين فقدوا أي وسيلة للوصول لأنباء عن أنبائهم من سنوات، ويضيف ذات المتحدث أن هذه الأسر تضررت ماديا ومعنويا نتيجة فقدانهم أبناءهم، مستشهدا بحالة شابة كانت تشتغل في الخياطة وتعيل من خلال عملها أسرتها، لكن الأسرة اليوم نتيجة اختفاء معيلتها أصبحت على حافة التشرد.

فيما عانت أسر أخرى، حسب يحي، من مشاكل صحية ونفسية نتيجة غياب أبنائها أدى ببعض أفراد الأسر للموت خاصة الأسر التي فقدت أكثر من ابن واحد. ودعا يحي الصليب الأحمر الدولي للتدخل للمساعدة على معرفة مصير أبناء هذه الأسر، معتبرا أن الصليب الأحمر الدولي هو القادر على دخول الأراضي الجزائرية ودخول معتقلات الرابوني للتأكد من وجود المهاجرين المغاربة هناك.

وقالت الغالية، وهي خالة شاب مفقود يدعى محمد رودان، في تصريح لجريدة “مدار 21″، إن ابن اختها الذي كان ينوي الهجرة عن طريق الجزائر، قد غادر مدينة وجدة يوم الخامس من أكتوبر من العام الماضي، وقضى بالجزائر 25 يوما قبل أن تنقطع أخباره بشكل نهائي.

وتضيف الخالة أن حالة أختها وأسرتها لم تعد على ما يرام بعد اختفاء محمد حيث تقول الغالية التي تحمل صورتين لابن اختها تتضمنان معلومات عنه، إن وضع أختها الصحي لم يعد يسمح لها بالحضور والمطالبة بحق ابنها بعد أن تضررت نفسيا بسبب هذا الاختفاء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News