مجتمع

10 آلاف فعالية تضامنية.. تعبئة شعبية لدعم فلسطين توحد المغاربة

10 آلاف فعالية تضامنية.. تعبئة شعبية لدعم فلسطين توحد المغاربة

شهدت مدن المغرب منذ السابع من أكتوبر 2023 تنظيم 10 آلاف و480 فعالية تضامنية مع قطاع غزة، بحسب ما أعلنت عنه الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة.

وتوزعت هذه الفعاليات بين 9820 وقفة و660 مسيرة محلية، إلى جانب 250 ندوة ومحاضرة وطنية ومئات الأنشطة الموازية، تعبيرًا عن دعم متواصل للشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الإسرائيلي المستمر.

وأكدت الهيئة أن هذه التحركات تأتي امتدادًا لـ92 جمعة من التعبئة الشعبية، فيما تشهد العديد من المدن، بينها العاصمة الرباط، وقفات شبه يومية للمطالبة بوقف العدوان ورفع الحصار وإدخال المساعدات.

نور الدين الإدريسي، الباحث في علم الاجتماع، يرى أن معطيات الهيئة تُبرز حجم التعبئة المجتمعية غير المسبوقة التي شهدها المغرب خلال الأشهر الماضية، بما يعكس حضورًا راسخًا للقضية الفلسطينية في الوجدان الجماعي للمغاربة.

وأردف الإدريسي :”فالتظاهرات والوقفات المتكررة لا تعكس فقط موقفًا سياسيًا أو تضامنيًا ظرفيًا، بل تجسد دينامية اجتماعية متجذرة، حيث يتقاطع البعد الديني والهوياتي مع الشعور بالواجب الأخلاقي تجاه قضايا العدالة العالمية”.

ويسجل في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، أن هذا التراكم الكمي والنوعي للاحتجاجات يعكس كيف تحولت القضية الفلسطينية إلى أحد الرموز المركزية التي توحد مكونات المجتمع المغربي بمختلف أطيافه.

ووفق تحليل الباحث في علم الاجتماع نور الدين الإدريسي، يمكن اعتبار هذا الزخم التعبوي شكلاً من أشكال “الحركات الاجتماعية الممتدة”، التي تُعيد إنتاج ذاتها عبر أنماط متكررة من الفعل الجماعي.

ولفت الإدريسي في حديثه للجريدة إلى أنه “لا تقتصر على التظاهر في الشارع، بل تتوسع لتشمل الندوات والمحاضرات والفعاليات الفنية والحقوقية، مما يوسع قاعدة المشاركة ويمنحها طابعًا متعدد الأبعاد. هذا التعدد يساهم في ترسيخ الذاكرة الجماعية حول فلسطين ويمنحها استمرارية زمنية تتجاوز الانفعالات اللحظية”.

كما تعكس هذه التحركات، بحسب الإدريسي، نوعًا من “التضامن العابر للحدود”، حيث يرتبط المواطن المغربي مباشرة بقضية دولية، متجاوزًا الانشغالات المحلية الضيقة”.

وأبرز أن هذا الارتباط يعكس وعيًا متزايدًا بدور الفرد والجماعة في تشكيل ضغط رمزي على القوى العالمية، إذ تتحول الوقفات والمسيرات إلى أداة لإبراز الموقف الأخلاقي والسياسي للمجتمع. “ومن هنا، يمكن قراءة هذه التعبئة كجزء من موجة تضامن أممي، يعيد الاعتبار لفكرة العدالة الكونية رغم تراجعها في السياسات الرسمية”.

وخلص الإدريسي أن الفضاء العام المغربي لا يزال مفتوحًا نسبيًا أمام التعبير الجماعي عن المواقف القيمية والسياسية، “فهذا الحضور المتواصل للشارع يكشف عن قدرة المجتمع على تحويل الانفعال إلى فعل منظم، وعن استعداد الأفراد للمشاركة في ما يرونه معركة رمزية كبرى تخص الهوية والكرامة والعدالة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News