دراسة متصدرة نتائج البكالوريا بكلية الطب مهددة بسبب السكن

كوثر أبعلال، التلميذة الحاصلة على معدل يقارب 19.23 في امتحانات البكالوريا، حققت إنجازاً استثنائياً بوصولها إلى المرتبة الأولى في التعليم العمومي لتصبح واحدة من ألمع المتفوقات في المملكة. وقد اختارت دراسة الطب رغبة منها في خدمة وطنها ومساعدة من يحتاج إلى الدعم الصحي، وفي تصريح لجريدة مدار21، قالت كوثر إن اختيارها لكلية الطب جاء منسجماً مع طموحها منذ سنوات.
لكن فرحتها بالنجاح لم تكتمل إذ واجهت صعوبات كبيرة قبل أيام قليلة من انطلاق الدراسة بكلية الطب في فاس حيث وجدت نفسها بدون سكن، وأسعار الغرف في محيط الكلية تجاوزت 1000 درهم وهو مبلغ لا تستطيع تحمله نظراً للظروف العائلية الصعبة، إذ يعاني والدها من مرض نفسي بينما تتحمل جدتها مسؤولية الأسرة بأكملها من خلال معاش تقاعدي محدود، وأضافت في تصريح لجريدة مدار21 أن البحث عن غرفة كان صعباً للغاية وأنها لم تجد من يساعدها.
كوثر تؤكد أنها تلقت وعوداً من محسنين عقب إعلان نتائج البكالوريا وتلقت تهاني عديدة لكنها وجدت أن هذا الدعم لم يستمر لتجد نفسها وحيدة في مواجهة تحديات الحياة الجامعية، وقد بحت عن غرفة قرب الكلية لكنها اصطدمت بالأسعار المرتفعة وقلة الخيارات المتاحة مما زاد من صعوبة وضعها قبل بداية العام الدراسي، وذكرت في تصريح لجريدة مدار21 أن كل شيء تغير بعد فترة قصيرة من تهاني النجاح.
الطالبة المتفوقة تناشد اليوم أي جهة أو شخص قادر على تقديم يد العون لتتمكن من متابعة دراستها دون انقطاع، وحلم كوثر منذ سنوات هو الالتحاق بكلية الطب والعمل على خدمة وطنها ومجتمعها ومساندة المحتاجين للرعاية الصحية، وأكدت في تصريح لجريدة مدار21 أن حلمها لا يمكن أن يتوقف بسبب مشكلة السكن.
قضية كوثر لا تعكس فقط تحديات فردية بل تشير إلى صعوبة متابعة التفوق الدراسي في ظل قيود مالية واجتماعية خصوصاً بالنسبة للطلاب الذين يدرسون في المدن الكبرى ويواجهون ارتفاع تكاليف السكن، والأزمة التي تمر بها تمثل تحدياً للطلبة المتفوقين في التعليم العمومي وتطرح تساؤلات حول الدعم المقدم للموهوبين الذين يفتقرون للوسائل المادية الأساسية.
كوثر تؤكد أن حلمها ليس أقل قيمة من أي طموح آخر وأن السنوات التي قضتها في الاجتهاد والعمل الدؤوب يجب ألا تذهب هباءً بسبب حاجات أساسية مثل السكن، وأملها أن تجد من يساعدها في تأمين مكان للإقامة لتتمكن من متابعة دراستها والانطلاق نحو تحقيق هدفها النهائي في أن تصبح طبيبة تخدم وطنها ومجتمعها وتساهم في بناء مستقبل أفضل لكل من يحتاج إليها.