تربية وتعليم

البقالي: عجز الإعلام العمومي يُحرجنا ووضعية الصحافة الورقية تهدد بأزمة اجتماعية

البقالي: عجز الإعلام العمومي يُحرجنا ووضعية الصحافة الورقية تهدد بأزمة اجتماعية

أكد عبد الله البقالي رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، أن الإعلام العمومي، فشل في المساهمة في النقاش العمومي، الذي أصبح مجاله هو وسائط التواصل الاجتماعي ومنصات البث الرقمي، مما يجعل جمهورا عريضا لا يجد أي صدى لوضعه الاجتماعي، أو اختياراته الثقافية، أو انتمائه الجغرافي أو المجالي في الإعلام العمومي.

واعتبر البقالي، في كلمة له، خلال في لقاء دراسي  بمناسبة مرور عشر سنوات على الحوار الوطني حول “الإعلام والمجتمع”، أن هذا الفشل ينسحب على القنوات التلفزية التابعة للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، ووكالة المغرب العربي للأنباء، مسجلا أننا “أمام وضعية غريبة ومثيرة تكشف عن منسوب عال من العجز فيما يتعلق بإنتاج خدمة إعلامية عمومية تحترم شروط الجودة وتعكس التعددية المغربية بكل تجلياتها”.

وأكد نقيب الصحافيين، أن “الطامة الكبرى، هي عجز هذا الإعلام عن تسويق صورة المغرب عالميا، والدفاع عن مصالحه، ومنافسة الإعلام الأجنبي”، مضيفا “ولعل تعاطيه مع إنجازات المنتخب الوطني الأخيرة في مونديال قطر، دليل على هذا العجز، الذي يكاد يكون بنيويا”.

وتابع البقالي قائلا: “لا أخفيكم ما يسببه لنا هذا الأمر من إحراج، فأحيانا حين نشاهد مواد إعلامية من طرف قنوات موجهة للضرب في مصالحنا الوطنية، ونعلن رفضنا للتدخل في شؤوننا الداخلية، نصطدم بسؤال مؤرق: أين هو الإعلام العمومي الذي يستفيد من إمكانيات مالية محترمة في المنافسة و في الدفاع عن مصالح البلاد؟”.

وزاد: “مع كامل الأسف نجد أنفسنا أمام إعلام لا يتجاوز مستوى رجع الصدى الرسمي”، معتبرا أن الإشكال لا يرتبط بالأشخاص، ولا يمكننا أن نبخس الجهود التي تبذل ولا التضحيات الجسيمة التي يقدمها العاملون في هذا المؤسسات من صحافيين وإداريين وتقنيين وغيرهم كثير، بل إن الأمر يتعلق بالسياسات العمومية في مجال الإعلام، وبصلابة الإرادة الرسمية في هذا القطاع”.

وشدد نقيب الصحافيين على أن وضعية الصحافة الورقية “في غاية الخطورة، وتهدد بأزمة اجتماعية إذا ما تواصل مسلسل الإغلاق، بسبب عدد مناصب الشغل فيها، والتي هي ليست مرتبطة بالصحافيين فقط، بل كذلك بحركة المطابع، وبنشاط التوزيع، ونقط البيع، وبسوق الإشهار.

وأردف البقالي “نحن أمام قطاع اقتصادي استراتيجي لا يمكن تجاهل الأخطار الحقيقية المحدقة به”، داعيا في المقابل جميع الأطراف مدعوة إلى تحمل مسؤولياتها في هذا الشأن، لأننا بصدد قطاع ينتج خدمة عمومية إعلامية وتربوية وفكرية وحقوقية”.

وسجل أن حقل الإعلام، يواجه تحديات التحولات التكنولوجية الهائلة الحاصلة في قطاعه وهي تحولات مكتظة بالتحديات، ويشغل آلاف من العاملين يعيلون عشرات الآلاف من المواطنين، محذرا من أن أي تهاون، أو أي تراخ في هذا الصدد ستكون عواقبه وخيمة على الأوضاع العامة في بلادنا “.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News