فن

“الإشاعة”.. لعنة تلاحق النجوم أم “تكتيك” جديد لخلق “البوز” وجذب الأضواء؟

“الإشاعة”.. لعنة تلاحق النجوم أم “تكتيك” جديد لخلق “البوز” وجذب الأضواء؟

الوسط الفني أرض خصبة لتناسل الشائعات وانتشارها كالنار في الهشيم، حيث إن إشاعات من قبيل الموت والزواج والطلاق باتت “لعنة” تلاحق عدد من الفنانين والممثلين المغاربة، مما يجعلهم يدفعون ضريبة شهرتهم.

في المقابل، يلاحظ في الآونة الأخيرة، أن بعض المشاهير والنجوم أصبحوا، يستغلون هذا المعطى بفضل مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يتخذون من “الإشاعة” وسيلة لتسليط الضوء عليهم، وجذب الجمهور بهدف تعزيز شهرتهم، ولو كان ذلك على حساب حياتهم الخاصة.

وتعمد مجموعة من نجوم الفن ومشاهيرة بالمغرب إلى “إصدار” شائعات عن أنفسهم، من خلال الترويج لانفصالاتهم عن أزواجهم، أو ادعاء قرصنة “تهكير” صفحاتهم الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، أو الزّج بأنفسهم في قلب فضيحة ما، من أجل خلق “البوز” وخطف الأضواء.

ويختار بعض هؤلاء المشاهير حساباتهم الرسمية لإثارة شكوك وتكهنات الجمهور حول قضية ما، إما زواج أو انفصال، أو قرصنة حساب، إذ إن هذا “التكتيك” ليس حديثا، بل هو أداة العديد من النجوم والمشاهير في هوليوود والعالم العربي، لأنها ساهم في انتشار اسم الفنان وبقائه في الواجهة.

شعور بالنقص ووسيلة بديلة لجذب الانتباه

وفي هذا الإطار، قال عبد الجبار شكري، المختص في علم الاجتماع، إن هناك من يدخل المجال الفني بناء على موهبة وعن كفاءة واستحقاق، لكن ثمة من يتطاول على الميدان، ويصنع لنفسه شهرة “مزيفة”، واصفا المشاهير الذين يختلقون الشائعات عن نفسهم بـ”حالات سيكولوجية” تعبر عن الشعور بالنقص.

وأشار شكري، في تصريح لجريدة مدار21 ، إلى أنه بالرغم من الشهرة التي يحظى بها بعض الفنانين، إلا أنه يظل لديهم دائما الشعور بـ”النقص”، لذلك يحاولون دائما لفت الانتباه حولهم، وجذب الآخرين إليهم، باستعمال “الإشاعات” لإثارة الجمهور ووسائل الإعلام.

واسترسل المتحدث ذاته بالقول: “بعضهم يعي جيدا أنه غير كفء في ميدان الفن، وقد يكون قد ارتمى إليه بالصدفة، أو تسلق عن طريق أشخاص آخرين، لذلك يبحث عن وسائل بديلة لجذب الانتباه وفرض وجوده بأي طريقة، وإن كانت سلبية، لأن المنتوج لا يعد المعيار الوحيد في السوق، بل الأمر يتطلب شهرة أيضا التي تعد مقياسا للنجاح”، موضحا أن كل هذه الأمور، بالإضافة الشعور بالنقص تجاه الآخرين، كلها عوامل تجعل ثلة من الفنانين والمشاهير يطلقون شائعات عن أنفسهم، ويروجون لها على الشبكات الاجتماعية.

خلق أخبار “زائفة” لإشباع رغبات الجمهور

من جهته، علق الأخصائي والمعالج النفسي فيصل طهاري، على هذا الموضوع، قائلا إنه مع الأسف حتى بعض العقلاء من الذين يعتبرون فنانين، التحقوا بموجة البحث عن الشهرة، وأصبحوا “يخلقون” أخبارا “زائفة” فقط من أجل الترويج لأعمالهم أو لشخصهم حتى لا ينساهم الجمهور.

وأضاف طهاري، في تصريح لجريدة “مدار21″، أن هناك من ينشر خبر وفاته بنفسه من باب الإشاعة، لكي تسلط عليه الأضواء، وهذا يدخل كله ضمن في اعتقاده ضمن ما يسمى “سيكولوجية الجماهير” أو ما يحبه المشاهد، إذ يتم إشباع رغباتهم، ويكون بذلك انزياحا كليا عن منظومة القيم والأخلاق داخل المجتمع.

وأبرز المتحدث ذاته، أن المتضررين من هذا الأمر كله هم الأطفال والمراهقون، لكونهم الفئة الأكثر استخداما لمواقع التواصل الاجتماعي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News