مجيد لكرون يجسد شخصية ديكتاتورية في فيلم يفضح سلب حقوق المرأة

أكد الممثل مجيد لكرون أن فيلم “طحالب مرة”، الذي يعرض حاليا في القاعات السينمائية المغربية، يحمل رسائل ودروسا موجهة للجمهور المغربي، خاصة فيما يتعلق بموضوع الإرث وقضايا المرأة في المجتمع.
وأوضح لكرون، في تصريح لجريدة “مدار21″، أن الفيلم يعكس الواقع المرير الذي تعيشه بعض النساء المغربيات، لا سيما في ما يخص حرمانهن من حقهن في الإرث لمجرد عدم إنجابهن للذكور.
وأشار إلى أنه يجسد في الفيلم دور رجل قاسٍ وعديم الرحمة، يتصف بالديكتاتورية، ويستغل العرف في المجتمع للاستيلاء على حقوق ليست له، من خلال الضغط على زوجة أخيه بعد وفاته لحرمانها من إرثها.
وأكد لكرون أنه بذل جهدا كبيرا لتقمص هذه الشخصية المعقدة، التي يأمل أن تصل إلى الجمهور وتُفهم أبعادها، لما تعكسه من انفصام في الشخصية.
وقال لكرون إن هذا الدور يختلف تماما عن أدواره السابقة، رغم بعض التقاطعات في طابع الشر مع الشخصية التي قدمها في فيلم “القرية المنسية”، والتي حصل من خلالها على جائزة أفضل ممثل، بعد سلسلة من الأدوار الطيبة التي عُرف بها.
وأضاف في السياق ذاته: “هذا الدور مختلف عن كل ما قدمته سابقا، فشخصية طحالب مرة تعاني من انفصام في الشخصية، وتتسم بتسلط أكبر، ما شكل تحديا حقيقيا بالنسبة لي، وأتاح لي فرصة لإثبات قدرتي على أداء أدوار متنوعة وعدم الاكتفاء بنمط واحد”.
وأشار المتحدث ذاته إلى أن الفيلم يحمل رسالة واضحة بشأن قضية الإرث، مؤكدا ضرورة اقتسامه بالعدل، وفقا لما تنص عليه الشريعة الإسلامية والقوانين المعمول بها.
وعن أجواء التصوير، أوضح الممثل مجيد لكرون أنها كانت إيجابية عموما، رغم بعض المشاحنات المعتادة في كواليس التصوير.
وبخصوص جديده الفني، كشف أنه ينتظر رد المركز السينمائي المغربي بشأن طلب دعم لفيلم سينمائي جديد، إلى جانب استعداده لخوض تجارب مسرحية مقبلة.
ويركز فيل “طحالب مرة” على مجتمع يعتمد على صيد الأسماك وجمع الطحالب، ويسلط الضوء على معاناة نساء الهامش، اللواتي يعانين الإقصاء، من خلال الغوص في عمق القضايا الاجتماعية والإنسانية، والتحديات التي تواجه المجتمعات الساحلية.
وتؤدي يسرى بوحموش في الفيلم دور امرأة تعكس معاناة النساء المهمشات، اللواتي يصمدن في وجه الظلم، إلى جانب تناول العمل مواضيع أخرى تتعلق بجرائم مثل التهريب، إضافة إلى الصراع حول الإرث، والتمييز ضد النساء استنادا إلى بعض العادات والممارسات الاجتماعية.
وينتمي فيلم “طحالب مرة” إلى خانة الأفلام الاجتماعية الإنسانية البعيدة عن الكوميديا، إذ يبتعد عن دائرة الأفلام التجارية التي تهيمن على شباك التذاكر وتظل في القاعات لأشهر، معتمدا على مشاهد الحركة، والتشويق والإثارة، معالجا قضية إنسانية بعمق بعيد عن السطحية.
وحاز فيلم “طحالب مرة” على عدة جوائز في مجموعة من المهرجانات السينمائية، إلى جانب عرضه في مهرجان المرأة بسلا نهاية شهر شتنبر المنصرم، قبل وصوله إلى القاعات السينمائية بشكل رسمي.