فن

“إيغود”.. مسرحية تلامس جراح ضحايا الزلزال بلغة الكوميديا السوداء

“إيغود”.. مسرحية تلامس جراح ضحايا الزلزال بلغة الكوميديا السوداء

انطلقت العروض الأولى للمسرحية الأمازيغية “إيغود” لفرقة محترف أكادير للفنون، من قاعة إبراهيم الراضي بمدينة أكادير، بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل (قطاع الثقافة)، وبشراكة مع جماعة أكادير، لتعالج قضايا اجتماعية ملحة، على رأسها تهميش ضحايا الزلزال، ضمن قالب يمزج بين الكوميديا السوداء والعبث المسرحي.

وتتناول المسرحية قضايا الهوية والتاريخ، مسلطة الضوء على مظاهر الاستلاب الفكري والهوياتي، وما ينتج عنها من صراعات داخلية، إلى جانب طرحها لمعاناة المتضررين من الزلزال في ظل ما وصفه صناع العمل بـ”اللامبالاة والتهميش”، حسب ما أفادوا به لجريدة “مدار21”.

وتستحضر المسرحية شخصية “إيغود” كرمز لإنسان ما قبل التاريخ، في محاولة لربط الماضي بالحاضر، وفتح أفق للتأمل في مستقبل المجتمع.

وقال منتصر إثري، عضو طاقم العمل، إن المسرحية تُقدم هذه القضايا بجرأة، عبر مقاربة نقدية تعتمد على العبث والكوميديا السوداء، ما يجعلها تدفع الجمهور إلى مساءلة الواقع ومراجعة خلفياته وأبعاده.

وأوضح بطل العمل حميد اشتوك أن اختيار اسم “إيغود” يعكس الرغبة في النبش في الجذور الإنسانية، وتقديم قراءة مسرحية ساخرة تُظهر قدرة اللغة الأمازيغية على التعبير عن قضايا إنسانية وتاريخية بعمق وجمالية.

وأكد المخرج رشيد لهزمير، أن العمل هو بمثابة مساءلة مفتوحة لقضايا الهوية والتاريخ، من خلال رؤية إخراجية معاصرة تدمج بين عناصر الإضاءة والديكور والرموز الفلسفية.

وأشار فريق العمل إلى اعتماد المسرحية على سينوغرافيا مغايرة وإضاءة حديثة، تعكس طبيعة المواضيع الحساسة التي تناقشها، بأسلوب يوازن بين السخرية والطرافة والطرح الفلسفي.

وهذه المسرحية من تأليف سفيان نعوم، وترجمة لحسن سرحان، وإخراج رشيد لهزمير، وتشخيص كل من حميد اشتوك، وكبيرة البرداوز، وحسن عليوي، وخديجة أمنتاك.

وتولى هشام الذهبي السينوغرافيا، ومليكة موض تصميم الملابس، وهشام ماسين الموسيقى، وخالد لكتيف الإضاءة، وحسن حنيش المحافظة العامة، بينما شارك في الفريق التقني والإداري كل من لحسن سرحان (الترجمة)، حسن ادنارور (إدارة الإنتاج)، ومنتصر إثري (الإعلام والتواصل).

ويُذكر أن هذا العمل يأتي بعد مسرحية “لونكيط”، التي طرحت بدورها قضايا مجتمعية بأسلوب كاسر للنمطية، وفتحت النقاش حول موضوعات كانت حتى وقت قريب ضمن خانة الطابوهات.

وشرعت العديد من الفرق المسرحية في تقديم العروض الأولى لأعمالها في عدد من المدن المغربية في إطار جولة فنية، مدعمة من وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة.

وحصلت هذه المسرحية على دعم مالي قدره 180 ألف درهم، من طرف وزارة الشباب والثقافة والتواصل، وذلك في إطار الدورة الأولى لسنة 2025 الخاصة بدعم المشاريع الثقافية والفنية في مجال المسرح.

وشهدت هذه الدورة دعم 41 مشروعا مسرحيا، جرى تقديم بعضها خلال الشهر الجاري، من بينها كناش الحشمة، واقطيب الخيزران، والبعد الخامس، والمروح، والمعمعة، وغروب، وهاربات إلى جانب أعمال أخرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News