سياسة

مؤتمر شبيبة “البام” يمتحن خطاب تجديد النخب وتشبيب الممارسة السياسية

مؤتمر شبيبة “البام” يمتحن خطاب تجديد النخب وتشبيب الممارسة السياسية

تستعد شبيبة حزب الأصالة والمعاصرة لعقد مؤتمرها الوطني الثاني نهاية الأسبوع الجاري (26 و27 شتنبر)، حاملةً على عاتقها رهان تجديد هياكلها التنظيمية وضخ نفس شبابي في الممارسة السياسية داخل حزب “الجرار”، في لحظة سياسية دقيقة تسبق الاستحقاقات التشريعية المقررة خريف 2026.

وتسعى شبيبة الحزب، المشارك في التحالف الحكومي، إلى تكريس ثقافة التداول الديمقراطي على قيادة أجهزتها، بما في ذلك المنظمة الشبابية، بعيداً عن منطق “الإملاءات” و”التوجيهات”، معتبرة أن تجديد النخب السياسية يشكل أحد الرهانات الجوهرية لهذا المؤتمر.

ويأتي هذا الاستحقاق في سياق إطلاق حزب الأصالة والمعاصرة، في يونيو الماضي، لمبادرة “جيل 2030″، التي تروم إعادة بناء جسور الثقة بين الشباب المغربي والعمل السياسي والتدبير العمومي للشأن العام.

وينتظر شباب الأصالة والمعاصرة أن يفرز المؤتمر قيادة جديدة للشبيبة الحزبية، في أجواء ديمقراطية، مع احتمال استلهام تجربة “القيادة الجماعية” التي اعتمدتها الأمانة العامة المنبثقة عن المؤتمر الوطني الخامس، بما يفتح المجال أمام بروز كفاءات شابة وفاعلة داخل الحزب، استعداداً للانتخابات المقبلة.

التجديد ضرورة حتمية 

عبد العزيز خليل، عضو شبيبة الأصالة والمعاصرة وقيادي بحزب “الجرار” بجهة درعة تافيلالت، قال إن “المؤتمر الوطني يأتي في سياق نوعي بعد مرحلة طويلة من الإعداد على مستوى اللجنة التحضيرية، وهي لجنة منتخبة وممثلة لجميع جهات المملكة”، مشيراً إلى أن “الرهان الأساسي من هذه المحطة التنظيمية المهمة هو أن يمر المؤتمر في ظروف ديمقراطية”.

وأوضح عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الثانية لـ”الشبيبة البامية”، في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، أنه “نحرص على أن يتم هذا العرس الحزبي بعيداً عن الإملاءات والتوجيهات”، مبرزاً أنه “هذا الأمر يعكس المواقف التقديمة لشبيبتنا التي تعتبر مشتلاً لنشأة حقيقية لكل ديموقراطي”.

وتابع المتحدث ذاته أن “الرهان الثاني للمؤتمر هو أن يكون هذا الموعد مناسبة لتجديد النخب السياسية”، لافتاً إلى أنه “الحديث الأساسي هو عن الدمقرطة والتجديد عبر التشبيب، فلا مجال لكي تكون الشبيبة حكراً على البعض دون الآخر”.

واعتبر عضو شبيبة الأصالة والمعاصرة أن “المؤتمر يراعي مضمون الخطاب الملكي الذي أكد أن المغرب لا يجب أن يسير بسرعتين في جميع المجالات بما فيها الممارسة السياسية”، مؤكداً أنه “حتى شباب الهامش يجب أن يجد مكانه في هذه الشبيبة”. 

وبلهجة قريبة من الانتقاد للقيادة الحالية لشبيبة الأصالة والمعاصرة، دعا خليل إلى “ألا تصبح الشبيبة مكاناً للحظوة بالقرب من القيادة الوطنية”، مبرزاً أن “التجديد هو ضرورة حتمية، وهذا ما تضمنته عدد من بلاغات المكتب السياسي للحزب وخطابات القيادة الجماعية للحزب”.

وفي هذا الصدد، أوضح عضو الشبيبة “البامية” أن “التجديد يتم على مستويين؛ تنظيمي داخلي بخصوص إعادة تشكيل هياكل الشبيبة والمستوى الانتخابي المرتبط بالاستحقاقات التشريعية المقبلة سنة 2026 عبر ضرورة تجديد النخب التي سيدفع بها في هذه المحطة الانتخابية المهمة”.

وأشاد المصرح نفسه بالتجربة “البامية” في تجديد النخب الحزبية بالإشارة إلى “تجديد القيادة النسائية والقيادة الوطنية بل أكثر من ذلك فإنه لا يوجد أي أمين عام فاق ولاية واحدة على رأس الحزب”، مؤكداً أن “التجديد هو خصلة وسمة أساسية في حزب الأصالة والمعاصرة”.

ولدى سؤاله عن وجود وجوه مرشحة للالتحاق بالقيادة الوطنية وحجز مكانها ضمن أعلى الهيئات التقريرية بالحزب، فضل المتحدث ذاته الجواب بالقول إن “المؤتمر سيد نفسه وما يجمعنا أكثر مما يفرقنا في شبيبة الأصالة والمعاصرة”، دون أن يستبعد استلهام شباب الأصالة والمعاصرة فكرة انتخاب قيادة جماعية على رأس التنظيم الحزبي الشبابي.

محطة لإعداد جيل جديد من المرشحين

بشرى أبجا، عضو الشبيبة “البامية”، قالت إن “النسخة الثانية من مؤتمرنا الشبابي تأتي محمّلة برهانات متعددة، في مقدمتها تجديد آليات الاشتغال التنظيمي بما ينسجم مع التحولات السريعة في المشهد السياسي والاجتماعي ببلادنا”، مشيرةً إلى “أننا نراهن على جعل الشبيبة فضاءً فعلياً للتأطير والتكوين وصناعة الكفاءات القادرة على اقتراح حلول عملية لقضايا الشباب المغربي، بعيداً عن الطابع المناسباتي”.

وأضافت الفاعلة السياسية، في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، أن “المؤتمر يراهن أيضاً على تعزيز حضور الشباب داخل أجهزة الحزب وصنع القرار، بما يمنح نفساً جديداً ويضمن استمرارية المشروع السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة”.

وسجلت المتحدثة ذاتها أن “محطة المؤتمر ليست غاية في حد ذاتها، بل وسيلة لتمكين الشباب من لعب أدوار متقدمة خلال الاستحقاقات المقبلة”، لافتاً إلى أن “ما نشتغل عليه اليوم هو إعداد جيل من المرشحين الشباب المقتدرين، القادرين على خوض غمار الانتخابات بكفاءة وواقعية”.

وتابعت عضو شبيبة “البام” أن “الحزب مقتنع أن مشاركة الشباب ليست مجرد شعار، بل رافعة لتجديد النخب وضمان استمرارية الفعل السياسي. وأعتقد أن نتائج هذا المؤتمر ستترجم عملياً في قوائم الحزب خلال 2026، من خلال حضور أكبر لوجوه شابة وفاعلة”.

ولدى سؤالها عن الضمانات التي تجعل من المؤتمر ليس مجرد محطة شكلية لإعادة تدوير نفس الوجوه، أشارت المتحدثة ذاتها إلى أن “الضمانة تكمن في الإرادة المشتركة بين الشباب والقيادة على حد سواء. فنحن نؤمن أن أي دينامية سياسية حقيقية لا يمكن أن تقوم فقط على التجديد من أجل التجديد، ولا على إعادة إنتاج نفس الوجوه بشكل آلي، بل على المزج بين عنصرين متكاملين: التجديد الذي يمنح الدماء الجديدة والزخم المطلوب، والخبرة التي تضمن النضج والاستمرارية في العمل السياسي”.

وخلصت أبجا إلى أن “مؤتمرنا يسعى إلى خلق هذا التوازن الذكي، حيث تفتح الفرصة أمام كفاءات شابة لإبراز قدراتها، في الوقت الذي نعتبر فيه التجربة ركيزة أساسية لمرافقة هذه الطاقات وتوجيهها. وبهذا المعنى، فالمؤتمر ليس محطة شكلية، بل ورش حقيقي لإعادة ترتيب البيت الشبابي على أسس أكثر نجاعة ومصداقية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News