فن

“هاربات”.. صرخة فنية ضد استغلال النساء في متاهات الهجرة

“هاربات”.. صرخة فنية ضد استغلال النساء في متاهات الهجرة

تدخل مسرحية “هاربات”، من تأليف حفصة الخال وإخراج عبد الفتاح عشيق، غمار العروض المسرحية على خشبات المسارح الوطنية، في إطار الموسم المسرحي الجديد المدعوم من طرف وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة، برسم الدورة الأولى لسنة 2025.

ومن المنتظر أن تُعرض المسرحية خلال الأيام المقبلة في عدد من المدن المغربية، من بينها الرباط، الدار البيضاء، بني ملال، والفقيه بنصالح، وفق ما كشفته مؤلفة وبطلة العمل حفصة الخال في تصريح لجريدة “مدار21”.

وفي هذا العمل المسرحي الذي تحمل مشروعه فرقة “نقولو Action للسينما والمسرح”، يتم فتح كوة على عالم مغلق، تخنقه العتمة وتعلق فيه الأرواح على حافة الانتظار، لتنطلق حكاية أربع فتيات حملتهن أحلام الهجرة بعيدا، فإذا بهن يسقطن في فضاء كئيب أشبه بنفق لا مخرج منه، حيث يغيب الأمل، وتتحول الوعود إلى خيبات، والأحلام إلى أدوات للاستغلال.

ووسط هذا العزل القاتم، تبرز شخصية شامة، الأقدم بينهن، التي تعرف تضاريس المكان وقوانينه، وتدعي أنها تسعى إلى حماية الفتيات ومساعدتهن على النجاة، لكنها في المقابل تمنعهن من محاولة الصعود، وتزرع في نفوسهن الرعب من المصير الذي ينتظرهن هناك.

وشامة ستخبر الفتيات أن الموت هو كل ما سيجدنه، ليجعل هذا الخطاب المزدوج منها شخصية مريبة، لا يعرف إن كانت تسير على درب الضحايا، أم أنها باتت جزءا من آلية الاستغلال ذاتها.

وينبثق الصراع الدرامي من تناقضات داخلية وخارجية، تجسدها ثلاث شخصيات رئيسية، سعيدة، التي يستبد بها الخوف وتخضع لإرادة الآخرين دون مقاومة، وأمال، التي تدخل المكان مدفوعة بحلم في مستقبل أفضل، لكنها تصطدم بواقع ينهار من حولها،
وعائشة، التي تحضر كطيف من الماضي، تروي تفاصيل انتحارها وتفتح جرحا مأساويا يثقل النص بظلال الفقد.

وفي هذا العرض المسرحي، اعتمد الفريق الفني على لغة بصرية قوية، موظفا الإضاءة والديكور بشكل تعبيري يعمق التوتر الداخلي، ويكشف زيف الصورة الوردية للهجرة، التي تبدأ بوهم وتنتهي بكابوس، إذ على الخشبة، يتحول السؤال من: “أين المفر؟” إلى “هل في الموت خلاص؟”.

ويشارك في تجسيد شخصيات مسرحية “هاربات”، من تأليف حفصة الخال وإخراج عبد الفتاح عشيق، كل من خولة احجاوج، وهجر المسناوي، وحفصة الخال، وأمنية الشفشاوني.

وتولت مهمة السينوغرافيا وتصميم الأزياء أسماء هموش، في حين أشرفت رميساء شراشر على تصميم وتنفيذ الإضاءة.

وتصميم الرقصات فكان من توقيع كريم نوري، ووضعت كوثر عيداوي الموسيقى الأصلية للعرض، بينما تكفل مصطفى شهيدي بتنفيذ الديكور، وساهمت أميمة حلولي في تنفيذ الأزياء.

وفي الجانب التنظيمي، تولى عبد العالي الزوهيري مهمة إدارة الخشبة، وأسندت المؤثرات الصوتية لأمين امزيل، فيما كانت المحافظة العامة من مسؤولية رضا شداد، وتولت شيماء الخال مهمة العلاقات والتنسيق.

وحصلت هذه المسرحية على دعم مالي قدره 180 ألف درهم، من طرف وزارة الشباب والثقافة والتواصل، وذلك في إطار الدورة الأولى لسنة 2025 الخاصة بدعم المشاريع الثقافية والفنية في مجال المسرح.

وشهدت هذه الدورة دعم 41 مشروعا مسرحيا، جرى تقديم بعضها خلال الشهر الجاري، من بينها كناش الحشمة، واقطيب الخيزران، والبعد الخامس، والمروح، والمعمعة، وغروب” إلى جانب أعمال أخرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News