مواصلة تعزيز الولوج للماء الشروب بتاوريرت

تواصل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم تاوريرت جهودها لتعزيز ولوج ساكنة الإقليم إلى الماء الصالح للشرب، لاسيما بالمناطق النائية والجماعات الترابية التي تعاني من الخصاص.
وتندرج هذه الجهود، في سياق استراتيجي يروم تحسين ظروف عيش الساكنة، وضمان ولوجها للخدمات الحيوية، حيث تعمل المبادرة الوطنية من خلال برنامجها تدارك الخصاص على مستوى البنيات التحتية والخدمات الأساسية بالمجالات الأقل تجهيزا، على تنزيل مشاريع ملموسة تستجيب لاحتياجات الأسر، خاصة ما يتعلق بتوفير الماء الصالح للشرب والكهرباء، وفك العزلة عبر فتح المسالك الطرقية.
وفي هذا الإطار، مكن هذا البرنامج، برسم سنتي 2024 و2025، من إنجاز 23 مشروعا استفاد منها 4435 شخصا بمختلف جماعات الإقليم، بغلاف مالي يقدر بـ12.9 مليون درهم، خصص منها حوالي 6 ملايين درهم لمشاريع التزويد بالماء الصالح للشرب لفائدة 4085 شخصا، موزعين على 17 دوارا بثماني جماعات ترابية.
وأكد عبد القادر أوراغ، عن قسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم تاوريرت، أن دوار اولاد عبد الله بجماعة سيدي علي بقاسم، يعد نموذجا لعدد من المناطق القروية بالإقليم التي استفادة ساكنتها من مشاريع التزود بالماء الصالح للشرب.
وأبرز أوراغ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا الدور شهد مؤخرا إنجاز مشروع نوعي يهدف إلى تحسين ولوج الساكنة إلى الماء الصالح للشرب، عبر تجهيز ثقب مائي بالألواح الشمسية، ومضخة، وبناء خزان بسعة عشرين متر مكعب؛ وبالتالي توفير مصدر قار وآمن للماء لفائدة الساكنة المحلية التي عانت طويلا من نقص هذه المادة الحيوية.
وأشار إلى أن هذا المشروع، يعد واحدا من بين 18 مشروعا لتعزيز ولوج ساكنة مختلف جماعات الإقليم للماء الصالح للشرب، والتي تم إنجازها ضمن البرنامج الأول للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية الخاص بتدارك الخصاص في البنيات التحتية لسنة 2024، بغلاف مالي إجمالي ناهز 6 ملايين درهم.
وأكد أن هذه المشاريع تم برمجتها وإنجازها في سياق الجهود الرامية إلى ترشيد نفقات الماء، وضمان استدامة هذه الموارد في ظل التحديات المرتبطة بالجفاف وتراجع منسوب المياه بالإقليم.
من جهته، اعتبر رئيس جمعية الخير للماء الصالح للشرب والتنمية، المشرفة على تسيير هذا المشروع، محمد عبد اللاوي، أن ساكنة دوار اولاد عبد الله كانت تعاني في السابق من صعوبات كبيرة في التزود بالماء، حيث كانت تضطر إلى قطع مسافات طويلة تصل إلى كيلومترين لجلب الماء من العين المجاورة.
وأوضح أن تدخل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، مكن من إنجاز هذا المشروع الهام الذي تستفيد منه أكثر من أربعين أسرة، حيث أصبح الدوار يتوفر اليوم على مصدر قريب وآمن للماء؛ وهو ما ساهم في تحسين ظروف العيش اليومية للساكنة.
وفي السياق نفسه، أكدت مباركة موساوي، من ساكنة الدوار، أن المشروع شكل تحولا كبيرا في حياتها اليومية، مبرزة أن نساء المنطقة كن الأكثر معاناة من مشقة جلب الماء من أماكن بعيدة وبوسائل تقليدية.
وأضافت أن توفير الماء داخل منازل الدوار، ساهم في تحسين ظروف العيش، ومكنها من التفرغ لشؤونها اليومية، فضلا عن انعكاساته الإيجابية على تمدرس الأطفال واستقرار الأسر.
ويشار إلى أن برنامج تدارك الخصاص على مستوى البنيات التحتية والخدمات الأساسية بالمجالات الأقل تجهيزا، مكن خلال سنتي 2024 و2025، إضافة إلى مشاريع توفير الماء الصالح للشرب، من إنجاز عمليات لتوفير الكهرباء لفائدة 210 مستفيدا، موزعين على 5 دواوير بجماعتي قطيطير، وسيدي لحسن، إضافة إلى فتح طرق ومسالك بجماعة سيدي علي بلقاسم.