مثير للجدل

عبد الإله النجاري.. حجرة في حذاء بوريطة!

عبد الإله النجاري.. حجرة في حذاء بوريطة!

منذ تعيينه ضمن مجلس حكومي مديرا للدبلوماسية العامة والفاعلين غير الحكوميين، ابتدع عبد الإله النجاري، نهجا تواصليا غير مسبوق، يساهم في عزلة وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، بدل الإسهام في إشعاعها وتسليط الضوء على منجزاتها، تحت قيادة الملك محمد السادس.

وبينما يسعى المغرب إلى توظيف جل إمكاناته وطاقاته، الرسمية والموازية، من أجل الدفاع عن وحدته الترابية، بما  فيه وسائل الإعلام الوطني، يفضل النجاري أن ينهج أسلوبا متعاليا ويتعامل بانتقائية مع الإعلام الوطني، ويصنفه وفق أهوائه الشخصية، وكأن مصالح المديرية التي تم تعيينه على رأسها تدخل ضمن ملكه الخاص.

ولعل المثل المغربي القائل: “من البيت خرج مايل” ينطبق على حالة النجاري، وهو الذي أسند فضل تعيينه بالمنصب لوزير الشؤون الخارجية بدل رئيس الحكومة الذي يخول الدستور هذه الصلاحيات، وهو الذي أعماه منطق الولاء عن إدراك تراتبية المسؤوليات وما يقتضيه احترام الشكليات والمقامات.

النجاري بات حجرة في حذاء بوريطة فيما يتعلق  بالتواصل مع الرأي العام الوطني، فالوزير الذي يصول ويجول في العالم، بتوجيهات ملكية، أسفرت سحب اعترافات دولية مهمة بقضية صحراء، اختار الشخص الخاطيء لتسويق هذا المنجز داخليا بما يسهم في المزيد من التعبئة الوطنية ورص الصف الداخلي.

وتغيب عن النجاري الكثير من ملامح الدبلوماسية والكياسة في التعامل، التي يقتضيها مقامه ومنصبه، ما يجعله يفوت إشعاعا مهما لعمل الخارجية المغربية، لا سيما في زمن انتشار الأخبار المضللة وحرب الإشاعات، الأمر الذي يستدعي منه مراجعة دروسه جيدا، قبل أن يتجاوزه الركب، وأن يعلم جيدا أن الكرسي لا يدوم، وأن الأيام “دوارة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News