فن

الطريقة التيجانية.. انبعاثات روحية تتجدد من أعماق السنغال لقلب المغرب

الطريقة التيجانية.. انبعاثات روحية تتجدد من أعماق السنغال لقلب المغرب

شارك عضوا الفرقة الوطنية للطريقة التيجانية في السنغال، ماودا ديالو ومحمد بوسو كا، المعروف بـ”بايفال كا”، في الدورة 28 لمهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة من خلال عرض صوفي مشترك بعنوان “الليالي الصوفية: الطريقة التيجانية”.

المناسبة التي مرت في أجواء روحانية امتزجت فيها نغمات التصوف بنداءات الإيمان، أتاحت لهما تقاسم رؤيتهما المعاصرة لهذا التيار الروحي العريق، وإبراز حيويته في عالم اليوم، وسط جمهور متعطش للسلام والتواصل الروحي العابر للحدود.

وأعرب الضيفان السنغاليان، في حوارهما مع وكالة الأنباء المغربية “لاماب”، على هامش المهرجان، عن امتنانهما العميق للملك محمد السادس، مؤكدين أن ما ينجز في المغرب هو ثمرة رؤية موحدة وداعمة لشعب يؤمن بجذوره الروحية، مشيرين إلى أن “المشاركة في هذا الحدث شرف عظيم ومصدر فرح كبير، ونحن كسنغاليين فخوران الحضور هنا.”

وحول موضوع دورة هذا العام “انبعاثات”، أكدا أن الفكرة تتناغم بشكل كامل مع تقاليد الطريقة التيجانية، حيث إن “النور” هو ما يضيء أعماق القلب ويمنحه البصيرة، مضيفين: “هذا المهرجان منصة تتجلى فيها عظمة الدين الإسلامي في طابعه الكوني، وقدرته على توحيد الناس، عندما نسمع ‘الله أكبر’ من أفواه متعددة الخلفيات، ندرك أن الوحدة ليست فقط ممكنة، بل طبيعية أيضًا.”

وعند الحديث عن خصوصيات الطريقة التيجانية، أبرزا أن الطريقة تتميز بتركيزها التام على التوحيد والمحبّة النبوية، مؤكدين أن الشيخ أحمد التيجاني لم يكن يدعو إلى ذاته، بل إلى الله ورسوله، مدرفين أن هذه العلاقة المباشرة بالله ورسوله دون وساطة شخصية تطغى على العلاقة الروحية، تمنح الطريقة تميزها وعمقها الخاص مقارنة بطرق صوفية أخرى.

وتوقفا عند البعد الشخصي والحميمي في التجربة الروحية التي يعيشها المريد في حضن الطريقة التيجانية، مشددين على أن الذكر والصلاة على النبي هي مصدر فخر ورضا داخلي عميق، لافتين إلى أن المشاركة في مهرجان فاس هي امتداد لهذا الرابط الروحي العميق، وقالا بهذا الصدد: “وجودنا هنا في فاس، قرب شيخنا أحمد التيجاني الشريف، لاسيما بفضل دعم شيخنا، يُعد في حد ذاته فعل عبادة وتجسيدًا للرابطة الروحية.”

وعدّا أن “الزيارة” والمشاركة في مثل هذا الحدث، محاطين بمسلمين منتمين للطريقة، تعزز هذا البعد الجماعي وتشحن الإيمان المشترك، في لحظة تتجسد فيها الروح التيجانية في أسمى تجلياتها من خلال الأناشيد والذكر والتواصل الروحي الحي.

وأكد عضوا الفرقة الوطنية للطريقة التيجانية أن الصوفية ليست مجرد ماض روحاني، بل مشروع حي للسلام والوحدة، ينفتح على مختلف الثقافات والجنسيات، ويؤكد أن ما يجمع المسلمين أعظم مما يفرقهم، مشددين على أن “هذا المهرجان هو تجسيد عملي لطموحنا نحو الأخوة والوحدة، وهو الرسالة التي نعتز بحملها.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News