موكوينا.. كثير من الكلام وقليل من الكرة

منذ أن جلس على دكة بدلاء الوداد، بدا رولاني موكوينا كمن يقرأ من كتاب لا ينتمي إلى هذه الأرض. وعود براقة، تصريحات مستفزة، وأرقام لا تعكس طموح نادٍ كتب تاريخه بأقدام الكبار.
وبعد تعادل جديد أمام أولمبيك آسفي، خرج المدرب الجنوب إفريقي ليعلن أن المركز الثالث “مشرف”، في حديث زاد من احتقان الجماهير، لا سيما وأن الوداد بات خارج حسابات دوري الأبطال.
الغضب لم يكن فقط من النتائج، بل من الطريقة، فحين قال إن الفريق بلا هوية، بدا كمن يتنكر لتاريخ كامل من الإبداع، وكأن الوداد صفحة بيضاء جاء ليكتبها من جديد.
أن تكون مدربًا للوداد الرياضي، يعني أن تفهم الشغف، وتزن الكلمات، وتقاتل من أجل كل نقطة.
اليوم، تتعالى أصوات الجماهير وروابط المشجعين مطالبة برحيله، وذكّروه بوعده: “سأرحل دون مقابل إن لم أحقق الوصافة”، لكن المدرب ما زال يتحدث عن الاحترام والصبر، كأن الصبر يُطلب بعد كسر الروح.
موكوينا لم يكن مشروعًا فنيًا، بل تجربة تائهة في بحر من التطلعات. مدرب من ورق في نادٍ تصنعه النار والذهب. وهو اليوم أقرب إلى مغادرة النادي في انتظار التأكيد الرسمي.