بلافريج: جيل “Z” أعاد لي الأمل وعليهم التفكير في تأسيس حزب سياسي

أكد عمر بلافريج، النائب البرلماني السابق عن فيدرالية اليسار، أنه لا يفكر في العودة إلى السياسة في الوقت الحالي مادامت الأوضاع التي دفعته إلى الابتعاد ما تزال قائمة، مشيرا من جهة أخرى إلى أن على شباب “جيل زد” التفكير في تأسيس حزب سياسي في المستقبل.
وأشار بلافريج، خلال مروره ببوداكست مع مجموعة “GenZ212″، إلى أنه منذ ابتعاده عن السياسة قرر عدم إجراء أي لقاءات لأنه لا معنى للحديث في السياسة في حين أنه مُبتعد عنها، مفيدا أنه عندما برزت نقاشات شباب “جيل زد” بدأ يتتبعها وخلص إلى أن هناك جيل جديد يعطي دفعة جديدة للسياسة بمعناها النبيل من أجل التغيير في البلاد.
وأوضح أن حركة “جيل زد” خلقت عنده أمل في وقت كان الجميع يعتقد أن الجيل الحالي هو جيل الأنانيين، قبل أن تأتي هذه الاحتجاجات لتؤكد العكس وترفض الأوضاع القائمة وتضغط باتجاه تغييرات جوهرية.
وبخصوص عودته للسياسة وتأسيس حزب، قال بلافريج إنه لا يفكر في ذلك إلى اليوم، ذلك أنه قام بما يستطيع القيام به سواء داخل البرلمان أو خارجه من خلال محاولة المساهمة في تأسيس حزب يساري كبير، الأمر الذي فشل، مضيفا أنه حتى لو استمر في البرلمان سيكون فقط تكرار مما سيخلق مللا لدى المواطنين.
ملحاحية الانفراج السياسي
وأفاد البرلماني اليساري السابق أن سبب ابتعاده عن السياسة جاء بعد الفشل في خلق حزب سياسي يساري كبير، إضافة إلى ما عرفه المغرب من اعتقالات وتضييق على المناضلين بالريف وجرادة والصحافيين ومنهم عمر الراضي، مضيفا أنه أمام هذا الوضع “كشخص معتدل لم يعد لدي ما أقوله”.
وأكد أن هذا الوضع ما زال مستمرا ولم يتغير ذلك أن معتقلي الريف مازالوا محكومين بـ20 سنة سجنا، واليوم أضيف لهم معتقلو احتجاجات “جيل زد”، مضيفا أن مطلب الإنفراج مازال قائما، مضيفا أنه يجب المضي باتجاه قانون عفو عام من أجل طي الصفحة.
وشدد بلافريج على أنه “شخص معتدل ولست متطرفا، وحينما كنت في البرلمان صوت لصالح أغلب القوانين التي تخدم المواطنين”، مضيفا أنه وجد أنه ليس له مكان كإنسان معتدل ولهذا رفض المشاركة في ما اعتبره “مسرحية”.
وأردف “لو كنت أعتقد أن العمل داخل المؤسسات في ظل هذا المناخ العام يمكن أن يجعلنا نتقدم إلى الأمام لبقيت في السياسة”، مفيدا أن المدخل لكل إصلاح ينطلق من الانفراج عبر إطلاق المعتقلين إضافة إلى فتح الإعلام العمومي في وجه الجميع للتعبير بسلام، مفيدا أنه في هذه الحالة يمكن القول إن العمل من داخل المؤسسات ممكن وله مستقبل.
تأسيس حزب سياسي
وأبرز أن شباب “جيل زد” عليهم التفكير بعد تحقيق المطالب المرفوعة التفكير في الانتقال من مجموعة تناقش وتضغط من أجل مطالب إلى مجموعة تمارس السياسة على أرض الواقع، وليس بالضرورة عبر الحكومة والبرلمان.
وخاطب بلافريج الشباب قائلا: “إذا استطعتم تحقيق المطالب يجب أن يكون هناك تفكير معمق من أجل الاستمرار في العمل وإنشاء حزب سياسي للمرور إلى مرحلة أخرى”.
وحول قدرة السياسي النزيه على الاشتغال داخل البرلمان والمؤسسات، أفاد بلافريج أنه شخصيا حينما كان في البرلمان لم تمارس عليه أي ضغوط من جهات عليا في البلاد ولم يسبق أن تم تهديده للتراجع عن ما يقوله، مفيدا أن الفاعل السياسي يمارس رقابة على نفسه لأنه ربما لديه مصالح مالية يريد حمايتها مما يجعله لا يقوم بمهامه.
وأشار بلافريج من جهة أخرى إلى أنه من أكبر العوائق التي توجد في البلاد صعوبة تأسيس حزب سياسي، بدليل على أنه منذ 2011 إلى اليوم تم تأسيس حزب واحد، في حين ينبغي إتاحة الفرصة للمواطنين الذين اجتمعوا حول فكرة من أجل تأسيس حزب ودخول الانتخابات بدل تسول الالتحاق بحزب معين من أجل الترشح، وذلك من أجل انتعاش الحياة السياسية المغربية، مضيفا أن هذا الأمر تتحمله الدولة من جهة بسبب القوانين ومن جهة ثانية تتحمله الأحزاب الموجودة التي لا تريد أن تتم منافستها، مما يساهم في العزوف.