قرفادي تنقل اضطرابات الطفولة بـ”آهات غالاتيا” في قلب سلا

أصدرت الكاتبة والشاعرة سمية قرفادي رواية جديدة تحمل عنوان “آهات غالاتيا” التي تحكي قصة درامية، تعكس معاناة طفولة مضطربة.
وفي تفاصيل هذه الرواية الجديدة، تكشف قرفادي في تصريح لجريدة “مدار21″، أن الرواية عبارة عن “ميلودراما”، تحكي عن غيثة جلنار الطفلة الصغيرة التي حطم”عدو الشمس أقلامها ومزق دفاترها”.
وتحكي الرواية امتهان الرقص في مقهى شعبي، بحكم وضعية جدتها الاقتصادية التي دفعتها للبحث عن قوتها اليومي، لتعيش سلسلة من الأزمات.
وتضيف الكاتبة: “فؤاد سيتعلق بها ويطلق عليها اسم “غالاتيا”، ويعتبرها محبوبته الأبدية، مشيرة إلى أن شخصا آخر سيدخل على الخط، يدعى الكولونيل حسون.
وتشير إلى أن هذه الرواية غنية بمعالم مدينة سلا، والمآثر التاريخية، إلى جانب التطرق إلى المعتقدات الغيبية الممزوجة بوقائع تعيشها البطلة.
وتقول في السياق ذاته إن “فضاء مدينة سلا زاخر بالمتناقضات”، مبرزة أن مواضيع الرواية تتأرجح بين التحرش، والعمل من أجل المال، والحب والسعي من أجل تحقيق الأحلام.
وتتناول أحداث الرواية أحياء موسم الشموع، الذي هو عادة تركية وليست مغربية، لكنها اختارت إدخالها ضمن قصتها.
وتشير إلى أن “شخصيات الرواية تعيش في قلب اضطرابات نفسية، ووضع عدد من الظواهر في قلب أحدث إصداراتها، منها تشغيل الأطفال، وامتهان الرقص من أجل تحقيق القوت اليومي”.
وكشفت أن كتابة هذه الرواية أخذت منها أربع سنوات، واختيارها لمدينة سلا مدينة جاء لكونها قبلة المهاجرين من الموريسكيين المضطهدين من طرف عقيدتهم.
وأصدرت الكاتبة المغربية سمية قرفادي في وقت سابق رواية بعنوان “ورق الغار” التي اختارت أن تحكي فيها عن التعايش الديني وتلاقح الحضارات والثقافات.
وتطرقت قرفادي في هذا الإصدار إلى مآسي العرب والصراع بين الشرق والغرب، ناقلة مآسي الإنسانية عبر العصور، والصيرورة التاريخية للألم الإنساني.
وتحكي قصة عبد الصمد، الأرمل الذي أقام علاقة مع الطبيبة النفسية “استيبالي”، تاركا أبناءه يعانون غياب الرقابة الأسرية، ليعاني بدوره الاضطهاد الإنساني من طرف أسرتها، باعتباره مسلما سنيا.
وفي الرواية، يضطر إلى العودة من شبه الجزيرة العربية التي لفظته لمآسيه، نظرا لمرض ابنه إسماعيل وموته، وانهزامه، وعدم قدرته على توافقه بين زواجه من “استيبلي” وتربية أبنائه ورعايتهم، وفق تصريحها.
و”ورق الغار”، رواية بوليفينية متداخلة السرد ومتعددة الفضاءات والأزمنة، وترتبط أحداثها بالمغرب القديم والحديث، إضافة إلى الحضارة العربية بالأندلس، وتتناول قضايا اجتماعية إنسانية وسياسية، إذ تتداخل أحداثها وأمكنتها من سهل غرب منبسط إلى مدن الجنوب، ثم مغامرة الرحلة نحو شبه الجزيرة الإيبيرية، وهي رحلة حب وتمرد وتمزق وهروب وانتصار وانهزام، وسط صيرورة الزمن، الذي حصد أحداث متناقضة ومتباينة ومدمرة ثائرة في وجه التردي الإنساني، وشخوص مستسلمة لأقدارها وأخرى رافضة لما آل إليه حظها.
يذكر أن خزانة الكاتبة سمية قرفادي تضم كشكولا متنوعا من العطاء الأدبي، منها “التراب وسراديب العذاب”، وهي أضمومة قصصية، ورواية “يلاحقني طيفها”، التي تنقل مجموعة تجارب أجيال تدور أحداثها بشرق المغرب وتؤرخ لزلزال الحسيمة سنة 2004، ومعاناة من صودرت أملاكهم إثر مخالفة ظهير 5 نونبر 1919، والقنب الهندي، وصراع الفاقة والمرض والمقاومة المغربية في ريف الحسيمة، و”اليهودي جاكوب”، المختطف في زمن الدولة اليهودية وترحيل كل عائلته وانتهاك شرف القبيلة من طرف صفية، وهروب نفيسة، ورفض سكان الحسيمة مخططات الاستعمار الفرنسي الغاشم، بدءا بالظهير البربري 16 ماي 1930 بهدف تفريق المغاربة، ويبلغ عدد صفحاتها 298 ص، وغيرهما.
وأخرى موجهة للأطفال، منها “سعدانة”، وهي قاموس القيم الإنسانية التي كادت أن تندثر، وتضم مجموعة من الأقصوصات بطلتها “سعدانة” والتي تتألف من نصوص معبرة بالحوار والمناجاة والمونولوغات، و”جحش بين يدي الظالمين” التي عبارة عن رواية صغيرة تتألف من 96 صفحة، اعتمدت فيها على فكرة رئيسية “أنسنة الحيوان”، حيث يحكي جحش مأساته وابتعاده عن أهله وذويه، وفراقه لأمه، تم بيعه في سوق أسبوعي مما أدى إلى تذمره.