مجتمع

سواحل سبتة تستقبل الجثة الـ36 في 10 أشهر وأسر مغربية تبحث عن مفقوديها

سواحل سبتة تستقبل الجثة الـ36 في 10 أشهر وأسر مغربية تبحث عن مفقوديها

ارتفعت حصيلة ضحايا محاولات العبور سباحة نحو مدينة سبتة المحتلة إلى 36 قتيلا منذ بداية سنة 2025، بعد أن عثرت وحدات خدمة الإنقاذ البحري التابعة للحرس المدني الإسباني صباح اليوم الجمعة على جثة رجل يرتدي بذلة غوص بالقرب من شاطئ الريفيرا.

وأوضح مصدر أمني إسباني لـ”إل فارو” أن الجثة، التي انتشلها عناصر وحدة الغواصين GEAS، كانت في حالة تحلل متقدمة، ما يرجح أنها ظلت لفترة طويلة في مياه البحر. وتم نقلها إلى قاعدة الوحدة في الميناء البحري، حيث باشر الطاقم الطبي الشرعي والشرطة القضائية المختصة إجراءات التعرف على الهوية.

وحسب المعطيات التي أوردها المصدر ذاته، فإن الضحية يُرجّح أن يكون أحد المهاجرين الذين حاولوا الوصول إلى سبتة المحتلة سباحةً خلال الأسابيع الماضية، في ظل تزايد محاولات الاقتحام البحري التي تُنفذ بشكل يومي تقريبًا، سواء بواسطة السباحة المباشرة أو بمساعدة قوارب صيد مغربية تُستغل في عمليات تهريب البشر.

وأكدت الصحيفة أن التحقيقات الجارية تهدف إلى تحديد هوية الضحية عبر فحص الحمض النووي ومطابقة البصمات، خصوصًا أن الكثير من العائلات المغربية تقدّمت في الأشهر الأخيرة ببلاغات عن اختفاء أبنائها في البحر أثناء محاولتهم الوصول إلى سبتة.

وتشير إحصاءات متطابقة إلى أن عام 2025 يُعد من أكثر الأعوام مأساوية من حيث عدد ضحايا الهجرة البحرية نحو سبتة المحتلة، إذ تم خلاله العثور على خمس جثث، بينها ثلاث تعود لمهاجرين أُجبروا على القفز من قارب صيد قبالة سواحل سانتا كاتالينا.

وفي فبراير وُجدت جثتان، وثلاث أخرى في مارس، إحداها كانت لقاصر يُدعى يحيى، أما في ماي فقد تم العثور على جثتين جديدتين، تلتها ثلاث جثث في يونيو، واثنتان في يوليوز، ثم ست في غشت، وصولًا إلى اثنتي عشرة جثة في شتنبر، من بينها طفلان لم يتجاوزا 15 عامًا.

أما جثة أكتوبر الحالية فهي الأولى في هذا الشهر، لتغلق فصلاً جديدًا من سلسلة الوفيات المروعة التي تحوّل البحر الأبيض المتوسط إلى مقبرة مفتوحة لشباب يبحثون عن حياة أفضل.

وبموازاة الضحايا الذين يُنتشلون من البحر، تؤكد “إل فارو” أنه لا تزال عشرات العائلات المغربية تجهل مصير أبنائها الذين اختفوا أثناء محاولات العبور. فقد عبَروا الرصيف البحري، لكنهم لم يصلوا إلى سبتة، ولم يُعثر على جثثهم حتى الآن.

ورغم إيداع شكايات رسمية وتقديم عينات حمض نووي من طرف أسر المفقودين، فإن التحريات الإسبانية لم تتوصل بعد إلى تطابقات كافية لتحديد هويات أصحابها.

ووفق مصادر من الحرس المدني الإسباني، فإن قاعدة البيانات تتضمن عينات الحمض النووي لجميع الجثث البالغ عددها 36، سواء تم التعرف عليها أم لا، في انتظار مطابقة العينات مع بيانات الأسر المغربية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News