التحكيم.. من سيء إلى أسوأ في عهد عبد السلام بلقشور

يأبى عبد السلام بلقشور، رئيس العصبة الوطنية لكرة القدم الاحترافية، أن يُخرِج رأسه من الرمال للاعتذاء أو على الأقل تبرير الفضائح التحكيمية التي تُفجِّر غضب مسؤولي الأندية والجماهير بعد كل مباراة في الدوري المغربي الاحترافي.
ويتعدد المتضررون والمتهم واحد “قضاة الملاعب”؛ الذين أضحوا يتناوبون على التفنن في صناعة الجدل بعد كل جولة بالدوري الاحترافي، ورفع احتقان وغضب الجماهير وتواتر الاتهامات والتشكيك في نزاهة نتائج المباريات.
تكرار مشاهد الاحتجاجات ومطالب فتح تحقيق في أخطاء الحكام يضع رئيس العصبة الاحترافية، عبد السلام بلقشور، في قفص الاتهام، بعد فشله في ورش تطوير التحكيم وتطويع تقنية الفيديو لتقليص هامش الأخطاء الفادحة الفاضحة.
ففي وقت توظف “الفار” في دوريات العالم لتيسير مهمة الحكام في اللقطات المثيرة للجدل والشك وتقليص هامش الخطأ، وظفت التقنية في الدوري المغربي لإثارة الجدل ومساعدة الحكام على اتخاذ قرارات تشعل نار الفتنة، آخرها ضربة الجزاء التي احتسبت لصالح الرجاء الرياضي، يوم أمس الإثنين، في آخر أنفاس مباراة الكلاسيكو ضد الجيش الملكي لحساب الجولة السابعة.
وتُطرح علامات استفهام حول تدبير العصبة الاحترافية لملف التحكيم، سيما أن بلقشور لا يتوانى عن الدفاع عن مستوى الحكام، متحججا بمنح الفرصة لوجوه جديدة.
ولم يكتف بلقشور بالدفاع عن الحكام، بل أصدر بلاغا لِلَجْمِ أفواه المدربين واللاعبين عن انتقاد أي شيء يدور في فلك اختصاصات عصبته، مختبئا وراء أن الانتقادات “مجانبة للصواب ولا تخدم تطور كرة القدم الوطنية والتحولات الإيجابية التي تعرفها في ظل الاستعدادات المكثفة للاستحقاقات القارية والعالمية التي ستستضيفها بلادنا”.
وقبل أسابيع، أطلقت جماهير الوداد حملة بمواقع التواصل الاجتماعي ضد بلقشور، التي تراه “يستهدف” فريقها، وانخرطت فيها جماهير بعض الأندية الأخرى التي تعتبر أن فرقها تضررت أيضا من قرارات مجحفة للحكام، دون أن تحرك العصبة الاحترافية ومديرية التحكيم ساكنا.
ولا يختلف اثنان على حقيقة أن رؤية العصبة الاحترافية، في عهد عبد السلام بلقشور، لملف التحكيم يسير من سيء إلى أسوأ، ما يسائل قدرة الرجل، الذي تولى دفة قيادة العصبة في يوليوز 2022، على الخروج من مأزق يسيء لسمعة كرة القدم المغربية.