برمجة ميراوي للامتحانات تصطدم برفض الطلبة: “محاولة لنسف الوساطة”

لم يقبل طلبة الطب هروب وزير التعليم العالي، عبد اللطيف ميراوي، إلى الأمام ببرمجة دورة استثنائية جديدة للامتحانات بتاريخ 4 أكتوبر، في الوقت الذي لم يرد فيه، عبر مؤسسة الوسيط، على ملاحظاتهم حول العرض الذي قدمته الوزارة للطلبة قصد إنهاء الأزمة، معتبرين أن “البرمجة الجديدة هي محاولة لنسف الوساطة الحالية”.
واعتبرت اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة، في بيانها الـ12 الذي دعت فيه إلى إنزال وطني، أن “البرمجة المتجددة للامتحانات بطريقة أحادية هي بمثابة محاولة جديدة لنسف الوساطة الحالية مع مؤسسة وسيط المملكة التي تتشبث بها”، مشددين على أنه “سيكون مصيرها كسابقاتها من الدورات”.
وبالموازاة مع رفض الطلبة لمقترحات ميراوي الأخيرة، دعت اللجنة ذاتها إلى “تجسيد إنزال وطني يوم السبت 05 أكتوبر 2024 على الساعة 12 زوالا، تحت عنوان (شباب المغرب وأطره من أجل وضع حقوقي وصحي أفضل)”.
والإثنين الماضي، كشفت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار عن مقترحات تهم طلبة شعبة الطب من أجل إنهاء الأزمة، معلنةً برمجة دورة استثنائية جديدة بتاريخ 4 أكتوبر، مع الالتزام بإلغاء نقطة الصفر وتعويضها بالنقطة المحصل عليها.
واستنكرت اللجنة ذاتها “الاعتداءات المعنوية والجسدية في صفوف الطلبة والأطباء وذويهم”، مؤكدةً أن “ما شاهدنا خلال هذا الأسبوع قد فتح جرحا غائرا في جسم الوطن، سيترك أثره إلى الأبد في صفوف هذا الجيل”.
وعبرت اللجنة التي تشمل طلبة الطب المحتجين منذ أشهر عن “شكرنا لكل المتضامنين من هيئات المجتمع المدني ومنظمات حقوقية وطلابية وسياسية وفاعلين جمعويين ومختلف الإطارات النقابية بقطاع الصحة وغيره من القطاعات على ما أبدوه من رفض مبدئي للانتهاكات في حق طلبة الطب والأطباء”.
ووصفت اللجنة ذاتها تدخل السلطات العمومية لفض اعتصام الطلبة الأربعاء الماضي بـ”الأحداث المأساوية التي شهدتها العاصمة الرباط ليلة الأربعاء الأسود”، منتقدين “التدخل الأمني العنيف والقمع الجسدي لطلبة الطب أثناء اعتصامهم السلمي قرب الكلية – المغلقة أسوارها والمطوق محيطها دفاعا عن مطالبهم المشروعة”.
واعتبرت الوثيقة نفسها أن “المشهد لم يتوقف هنا”، مذكرةً بـ”اشتداد القمع ظهر الخميس، الذي كانت أبرز سماته مزيدا من العنف وحملة اعتقالات واسعة لم تشمل طلبة الطب بالرباط فقط، بل تعدتهم لتطال الأطباء الداخليين والمقيمين المتضامنين مع إخوانهم الطلبة”.
وانتقدت لجنة طلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان “تواصل الحملة ضد طلبة الطب في باقي الكليات”، مشيرةً إلى “فض اعتصاماتهم السلمية في كل من مدن طنجة والدار البيضاء ومراكش مساء الخميس والجمعة، وأكادير يوم الإثنين”، مشددةً على أنه “تم منع الوقفات الاحتجاجية السلمية بكل من كلميم وفاس”.
وقرأ طبة الطب هذا “المنع” و”التدخلات العنيفة” على أنها “تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن صوتنا صار مزعجا وأن مطالبنا غير قابلة للاستيعاب وأن جواب الحكومة لنا هو المزيد من القمع والدوس على كرامة أطباء الغد”.
وعن المتابعات القضائية والتهم الموجهة إلى الطلبة والأطباء الداخليين، اعتبرت اللجنة نفسها أنها “تشكل منعطفا خطيرا في تاريخ النضالات المطلبية الطلابية السلمية وخصوصا هذه الأزمة التي عمرت طويلا”.
وفي السياق ذاته، أشار المصدر ذاته إلى أن “هذه الخطوة شكلت صدمة حقيقية في صفوف كل المتتبعين”، متسائلا “فكيف يعقل أن تجرجر أطرنا الطبية إلى مراكز التحقيق وتكال لهم أثقل التهم لمجرد تعبيرهم عن رأيهم بكل سلمية وحضارة؟”.
وأشادت اللجنة الوطنية بـ”التضامن والتآزر الشعبي غير المسبوق من مختلف الهيئات والجمعيات والشخصيات والفعاليات الحقوقية والمجتمعية والطلابية”، مسجلةً أن هذا التضامن “جدد لنا الثقة في مختلف مكونات الوطن الحية”.
ولفت التنسيقية، التي تضم الطلبة المحتجين لأزيد من 9 أشهر، “أننا عشنا على مستوى جميع كليات المملكة مع كل هذه الأحداث الأليمة، أسبوعا للتاريخ”، مشددةً على أن “الأكيد هو أن اجتيازنا لكل هذه المحن كان محركه الأساس صمود طلبة الطب وذويهم وكافة الأسرة الطبية”.
وأوردت أن “فروح نضالنا تتعدى كل أشكال القمع والتخويف والترهيب”، مشددة على أنها “تنبني على الثقة أولا في ملفنا المطلبي وفي وحدة صفوف الطلبة الذين أبانوا على مستوى عال من الوعي والثبات وروح المواطنة طيلة العشرة أشهر”.
سنة بيضاء يدل على فشل طلابي لا اقل ولا اكثر…. هاجروا الدراسة والتعلم لسنة كاملة كالسفهاء.