“اختفاء” 30 اسما من لائحة الناجحين يُربك مباراة ولوج مدارس المهندسين
في واقعة غريبة، وجد عدد من تلاميذ الأقسام التحضيرية للمدارس العليا أنفسهم خارج لائحة الناجحين في المباراة الوطنية المشتركة لولوج مدارس المهندسين برسم سنة 2025، حيث انتقدت التنسيقية الوطنية للطلبة المهندسين بالمغرب نشر لائحة أولية مغلوطة للناجحين، أعقبتها لائحة معدلة أُقصي منها ثلاثون مترشحًا، مع تبرير هذا الأمر بكونه ناتجًا عن خلل تقني في برنامج “Excel”.
وضمن الاختلالات التنظيمية التي عرفتها هذه المباراة المشتركة، أوردت التنسيقية، في مراسلة موجهة إلى كل من وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، أنه تم توجيه استدعاءات الامتحانات الشفوية قبل يومين فقط من الموعد المحدد.
ولم تأخذ هذه الإجراءات، حسب المراسلة التي توصلت بها جريدة “مدار21” الإلكترونية، بعين الاعتبار تداخل المواعيد بين الامتحانات المنظمة في المغرب وتلك الموازية بفرنسا، منتقدةً تغيير أماكن إجراء الامتحانات في آخر لحظة، مما أحدث موجة من السخط في صفوف الطلبة وأولياء أمورهم.
وفي ما يتعلق بالطلبة المقبولين لولوج مدارس المهندسين برسم سنة 2025، أوضح المصدر ذاته أن العديد من المترشحين يعانون من تأخر تأكيد رسوم الأداء الخاصة بالتسجيل في المباراة، رغم اقتطاع المبالغ في آجالها، مبرزًا أن هذا الوضع اضطر بعض الطلبة إلى التنقل في ظروف مرهقة دون أن يتم الإعلان عن أي تمديد رسمي.
واعتبرت تنسيقية الطلبة المهندسين أن تراكم هذه الاختلالات لا يمكن اختزاله في أعطاب تقنية عابرة، مستدركةً أن هذه المشاكل تشكل مساسًا بمبدأ تكافؤ الفرص، وإضرارًا بصورة منظومة التكوين الهندسي العمومي، وإجحافًا في حق مئات الطلبة الذين بذلوا جهودًا جبارة على مدى سنتين من أجل هذا الاستحقاق الوطني.
ويطالب الطلبة المهندسون بإصدار توضيح رسمي وعاجل حول هذه الاختلالات والأسباب الحقيقية وراءها، وتصحيح الوضعيات المتضررة، خاصة في ما يتعلق بالتعيينات، وإعادة إنصاف المترشحين.
ولتجاوز الملاحظات السلبية المسجلة على ظروف تنظيم هذه المباراة المشتركة، دعت تنسيقية طلبة مدارس الهندسة بالمغرب إلى تمكين الطلبة من حقهم المشروع في الاطلاع على أوراقهم ونتائجهم، تكريسًا لمبدأ الشفافية.
وفي ما يتعلق بتوزيع الطلبة الناجحين في المباراة الوطنية المشتركة على مدارس المهندسين، حسب الترتيب والاستحقاق والمقاعد الشاغرة، التمست تنسيقية الطلبة المهندسين من وزيري التعليم العالي والتربية الوطنية تأجيل إجراء التنقل الثاني (Deuxième mobilité)، حتى يتسنى تنظيم العملية بشكل أكثر عدلًا، ويُمنح الطلبة الوقت الكافي لاختيار ما يناسب مسارهم، مع إضافة تنقل ثالث (Troisième mobilité)، بما يتيح فرصًا أوسع، ويحقق قدرًا أكبر من الإنصاف للطلبة الذين لم يحالفهم الحظ في التنقلين الأولين.
ويقصد بالتنقل الثاني (Deuxième mobilité) مرحلة ثانية من توزيع أو إعادة توزيع الطلبة المقبولين في المباراة الوطنية المشتركة (CNC) على مدارس المهندسين، وتتم بعد ظهور نتائج المرحلة الأولى (التنقل الأول).
وواصلت التنسيقية طرح تصورها لتكريس نزاهة أكبر في المباراة المشتركة، وعملية توزيع الناجحين على مدارس المهندسين على المستوى الوطني، بالتشديد على ضرورة إعادة النظر في نظام التعيين باعتماد مقاربة تشاركية تضمن عدالة التوزيع ووضوح المعايير، وتضع الطالب المهندس في صلب العملية.
وألحت التنسيقية على تعزيز الشفافية في جميع المستويات، عبر الإعلان المبكر والواضح عن الجدول الزمني، ومعايير التوزيع، ومنهجية التصحيح، وطرق التواصل، وآليات التدبير التقني، بما يضمن وضوح الرؤية للجميع ويعيد الثقة إلى العملية برمتها.
