أخطاء تقنية وأحكام قضائية.. الجدل يُلاحِق مباراة مدارس المهندسين
تفاجأ طلبة مدارس المهندسين باختلال جديد في نتائج المباراة الوطنية المشتركة لولوج مدارس المهندسين الخاصة بتلاميذ الأقسام التحضيرية للمدارس العليا، بعد بروز 3 أسماء في اللائحة النهائية للناجحين (ADMIS)، على الرغم من عدم ورود اسمهم ضمن الناجحين في الاختبار الكتابي والمدعويين للاختبار الشفوية (ADMISSIBLE)، وذلك في الوقت الذي بررت فيه الإدارة قرارها بصدور أحكام قضائية لصالح الحالات الثلاث.
ويأتي هذا المعطى بعدما أثار “اختفاء” 30 اسمًا ناجحًا من لائحة المترشحين الذين اجتازوا اختبارات الولوج لمدارس المهندسين بتفوق، جدلًا كبيرًا حول شفافية المباراة، حيث انتقدت تنسيقية الطلبة المهندسين بالمغرب نشر لائحة أولية مغلوطة للناجحين، أعقبتها لائحة معدلة أُقصي منها ثلاثون مترشحًا، مع تبرير هذا الأمر بكونه ناتجًا عن خلل تقني في برنامج “Excel”.
الإدارة المشرفة على تنظيم المباراة، وهي المدرسة الوطنية العليا للكهرباء والميكانيك بالدار البيضاء (ENSEM)، التابعة لجامعة الحسن الثاني، اعترفت بإدراج ثلاثة أسماء مؤخرًا ضمن لائحة المدعوين للمقابلة الشفوية، على الرغم من عدم اجتيازهم للاختبار الكتابي، مبررةً ذلك بصدور حكم قضائي لصالحهم.
توضيح الإدارة، الذي توصلت به جريدة “مدار21” الإلكترونية، أورد أنه فيما يتعلق بحالتي المترشحين (و.ي) و(ز.ز)، فقد حكمت المحكمة بإلغاء محضر الغش المحرر في حقهما، مسجلًا أنه بعد التأكد من حصولهما على المعدل المطلوب للنجاح، تم استدعاؤهما لاجتياز الاختبار الشفوي، وحرر الأساتذة محضرًا بالنقاط الخاصة بهما، وأُعيد إدماجهما في لائحة المرشحين بناءً على قرار المحكمة وعلى النقاط المحصل عليها.
وبخصوص الحالة الثالثة (ث. ج)، أوضح المصدر ذاته أنه قد تم استدعاؤه لاجتياز الاختبار الشفوي بناءً على شكاية تقدم بها محامٍ ينوب عنه، وبلغتنا من طرف مفوض قضائي، مسجلًا أن المشتكي طلب من الإدارة الاطلاع على سبب رسوبه والاطلاع على نقطه، ثم أُخبر بأن سبب إقصائه هو حصوله على نقطة 0 في مادة اللغة الإنجليزية.
وواصل توضيح الإدارة المشرفة على تنظيم مباراة ولوج تلاميذ الأقسام التحضيرية مدارس المهندسين، أنه بعد ذلك تقدم محاميه بشكاية أخرى يطالب فيها بالاطلاع على ورقته، مشيرًا إلى أنه حينما اطلع على ورقته لاحظ نقطة 0، فطعن فيها وطالب بإعادة التصحيح، ليتم مباشرة الاتصال بالمفتش والمشرف على مادة الإنجليزية، فتمت إعادة تصحيح ورقته.
وبعد إعادة التصحيح، يضيف التوضيح، أن الطالب المعني حصل على نقطة غير موجبة للإقصاء، وتمت إعادة ترتيبه ليحتل الرتبة 76 بعد اجتيازه للاختبار الشفوي، مبرزًا أن كل هذا محرر في محاضر رسمية وموثق بأحكام قضائية، واتبعت فيه المسطرة الإدارية بحذافيرها، وتم إبلاغه للوزارة الوصية.
وتأسف المسؤول عن تنظيم المباراة الكتابية والمشرف على نتائج الامتحانات أن يتسبب خطأ على منصة “Excel” في هذه الاختلالات التقنية، على الرغم من حرص الإدارة على تنظيم المباراة في جو من الشفافية والنزاهة الذي يحافظ للمؤسسة على سمعتها، مشددًا على أن الإجراءات اللازمة لتصحيح هذا الإهمال ستُتخذ بدون تردد.
أديب بلعادل، المنسق الوطني لتنسيقية الطلبة المهندسين بالمغرب، قال إن “مثل هذه التجاوزات التي شهدتها المباراة الوطنية المشتركة لولوج مدارس المهندسين تسيء لسمعة هذه المدارس وتضرب في العمق مبدأ تكافؤ الفرص”، مشددًا على أن “هذه الاختلالات تزرع الشك في نفوس الطلبة بخصوص نزاهة المباريات”.
وأضاف المنسق الوطني، في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، أن “الأخطر من هذا الأمر هو أن هذه الاختلالات تمت في إطار مدرسة لتكوين المهندسين، التي تتطلب احترام مبدأ التنافسية بين جميع المترشحين، وهو ما لم نلاحظه في هذه المباراة”.
وبما أن الإدارة اعترفت بثبوت ظلم في حق ثلاث حالات من المترشحين وإعادة إنصافهم بإعلان أسمائهم ضمن المدعوين لاجتياز المباراة الشفوية، يضيف المتحدث عينه، فإن “هذا الأمر يطرح تساؤلات حول عدد الحالات التي استسلمت للأمر الواقع بقبول رسوبهم في المباراة الكتابية، على الرغم من أنه من الممكن أن يكونوا قد تعرضوا لظلم، مقصود أو غير مقصود”.
