المبادرة الوطنية تُعزز الإدماج الاقتصادي للشباب بتارودانت

بفضل الجهود المتواصلة التي تبذلها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على مستوى إقليم تارودانت، سجل برنامج “تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب” نقلة نوعية وملموسة، تعكس توجها استراتيجيا لدعم المبادرات الفردية وتعزيز روح المقاولة لدى الأجيال الصاعدة.
وقد شكلت هذه المبادرة منصة فعالة لتمكين العديد من الشباب والنساء من الانخراط في مشاريع مدرة للدخل، عبر توفير الدعم المالي واللوجستي والمعنوي، ما ساهم في فتح آفاق جديدة للتنمية الذاتية والاقتصادية.
وفي هذا الإطار، نجح الشاب عبد العالي المبرع، المنحدر من جماعة إسن (إقليم تارودانت)، في تحقيق حلمه من خلال البرنامج الثالث للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، حيث أنجز مشروعا رائدا يتمثل في إحداث مكتبة توفر فضاء خدماتيا مندمجا يلبي حاجيات الساكنة.
هذه المكتبة لا تقتصر على كونها نقطة بيع للوازم المدرسية فقط، بل تمثل مركزا خدماتيا متكاملا يعكس روح المبادرة والابتكار، ويلبي متطلبات الحياة اليومية للمواطنين في ظل التحول الرقمي الذي تشهده الإدارة المغربية.
وقد صمم هذا الفضاء لتقديم مجموعة متنوعة من الخدمات، تشمل بيع اللوازم المدرسية لفائدة التلاميذ والطلبة، وتوفير خدمات إلكترونية مثل التسجيل في الجامعات والمدارس العليا والتكوينات المهنية، بالإضافة إلى تعبئة الاستمارات الإدارية.
كما يشمل خدمات مرتبطة بتحويل ملكية السيارات ومواكبة المساطر الرقمية ذات الصلة، إلى جانب خدمات النسخ والطباعة والتغليف التي يستفيد منها الباحثون والطلبة على وجه الخصوص.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال عبد العالي المبرع، أن المواكبة التي تلقاها من فريق منصة الشباب بتارودانت مكنته من فهم الجوانب التقنية والمالية لإعداد مشروعه وتعلم كيفية إعداد دراسة جدوى دقيقة وتسويق الخدمات بفعالية.
وأوضح، أن الدعم المقدم من المبادرة لم يكن ماديا فقط، بل شاملا، حيث تمت متابعة المشروع خطوة بخطوة من مرحلة الفكرة إلى التنفيذ، مؤكدا أنه يطمح لتطوير المشروع مستقبلا ليشمل خدمات إضافية وتوظيف شباب آخرين.
وأشار إلى أن الميزة الكبرى للمشروع تكمن في كونه فضاء متكاملا يسهل على الساكنة إنجاز مجموعة من الإجراءات الإدارية والتعليمية، مضيفا أنه في السابق كان على سكان جماعة إسن التنقل لمسافات طويلة إلى المراكز الحضرية لإنجاز هذه الإجراءات، ما كان يستهلك وقتا وجهدا وأعباء مالية كبيرة على الأسر.
وتعد تجربة عبد العالي المبرع نموذجا ملهما من نماذج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي أعطى صاحب الجلالة الملك محمد السادس انطلاقتها سنة 2005، كورش تنموي كبير مكن على مدى 20 سنة من تقليص الفوارق الاجتماعية والمجالية، وتعزيز الادماج الاجتماعي والاقتصادي، ومواكبة الديناميات التي تشهدها مختلف المجالات الترابية بالمملكة، وذلك من خلال وضع العنصر البشري في صلب الاستراتيجيات والبرامج العمومية التنموية.