تراجع ملحوظ في أسعار الحبوب والقطاني ومنطقة الشاوية تتصدر الإنتاج

أخذت الأسواق المغربية في جني فوائد أمطار “اللحظة الأخيرة” التي سجلها الموسم الفلاحي الماضي على أبواب فصل الربيع، والتي أنقذت محصول الحبوب وحسنت الحصاد نسبياً مقارنة بسنوات الجفاف الماضية؛ وبذلك سجلت أسعار معظم الحبوب الرئيسية والقطاني تراجعات، وصل بعضها إلى 10 دراهم، في أسواق الجملة.
الوجوه المستبشرة لتجار الجملة بسوق مراكش للحبوب والقطاني تؤكد ما ذُكِر، فانخفاض الأسعار يساوي إقبالا أكبر من طرف الزبناء وهامش ربح أوفر.
وأجمع تجار بسوق الجملة للحبوب والقطاني بمدينة مراكش، في تصريحاتهم لصحيفة “مدار21″، على أنّ السوق استفادت من تدفق محصولِ هذا العام من مختلف الحبوب والقطاني، مشددين على أن الأسعار أفضل نسبياً مقارنة بالعام الماضي، وأعوام الجفاف بشكل عام.
وأوضح أحد التجار أن أسعار القمح كانت تصل إلى ما بين 5 و6 دراهم بسوق الجملة خلال الأعوام الماضية، في حين أن الشائع في السوق حاليا هو سعر 4 دراهم إلى 4,5 دراهم للكيلوغرام.
وبالنسبة للشعير فالأسعار غدت “في المتناول” بالنسبة لهذه المادة، حيث لا تتجاوز 5 إلى 5,5 دراهم للكيلوغرام الواحد؛ كما تراجعت أسعار “الفارينة” من 4 دراهم إلى 3 دراهم، وفقا للمصدر ذاته.
لكن أهم التراجعات هي التي سجلت على مستوى الذرة والقطاني؛ فمن 12 درهماً إلى ما بين 8 دراهم و8,5 درهم هوت أسعار الذرة المحلية، كما تراجعت أسعار العدس من 30 إلى حوالي 20 درهما للكيلوغرام هذا العام، أما الحمص، الذي سجل قبيل شهر رمضان الماضي، ارتفاعاً صاروخياً إلى 25 درهماً فقد هبط إلى 10 / 11 درهما للكيلوغرام.
ويرجع الفضل في هذا التحسن على مستوى الأسعار إلى زيادة في محاصيل عدة مواد اعتاد المغرب عدم تحقيق اكتفائه الذاتي منها واللجوء للاستيراد، حيث أفاد المهني بأنها تشهد وفرة لا بأس بها هذا العام على غرار الحمص والعدس.
مناطق مغربية عدة ساهمت في تحقيق الوفرة المسجلة على مستوى أسواق الجملة، يؤكد المتحدث، مشيراً إلى أن مناطق زمران والغرب والشاوية تتصدر الإنتاج؛ مقابل تواصل التراجع في محصول الرحامنة.
وجدير بالذكر أن أحمد البواري، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، كان قد وصف الموسم الفلاحي الحالي بـ”المتغير”، معتبراً أن ذلك “تسبب في محدودية المساحات المزروعة من الحبوب الخريفية والتي لم تتجاوز 32 مليون هكتار”.
ومع ذلك، توقع البواري أن يصل محصول الحبوب الرئيسية هذه السنة إلى 44 مليون قنطار بزيادة قدرها 41 في المائة مقارنة مع الموسم الفلاحي السابق؛ ما يعكس صلابة ومناعة القطاع الفلاحي الوطني.