أوزين: احتقان الطب ردّة حقوقية والحكومة تفتقد الجرأة لحلّ الأزمة

أعلن الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، محمد أوزين، دعم حزبه ومساندته لمطالب طلبة كليات الطب في مسعاهم لإسقاط قرار تقليص مدة التكوين من 7 سنوات إلى 6 سنوات، ونبه إلى  أن “الحكومة التي تتبجح بإحداث عدد من المراكز الاستشفائية الجماعية على صعيد بعض المدن المغربية، لم تنجح في توفير فضاءات التكوين للطلبة، على غرار الراشيدية حيث ما يزال طلبة الطب يدرسون في كلية العلوم بدل كلية الطب”.

وشدد أوزين خلال حلوله ضيفا على بيت الصحافة بطنجة، على أن “الحكومة تفتقد الجرأة لحل أزمة الاحتقان التي تعيشه كليات الطب بالمغرب”، وتساءل المسؤول الحزبي عن القيمة المضافة من تقليص مدة التكوين في كليات الطب، الذي اتخذته الوزارة الوصية بحجة قطع الطريق على هجرة الطلبة نحو الخارج.

وتابع الأمين العام لحزب “السنبلة” قائلا: ” صحيح أن أرقام هجرة الأطباء المغاربة نحو الخارج، مقلقة وتجاوزت 14 ألف ولم تعد مقبولة، لكن هذا ليس حجة للحكومة لتقليص التكوين لأنه هناك آليات أخرى لتطويق هذا الأزمة وهناك حلول لمنع الطلبة من الهجرة من قبيل توقيع التزام قبل الالتحاق بالتكوين بكليات الطب.

وأضاف: “هناك اشكال يقلق صراحة، ويمكن وصفه بالردة الحقوقية، ويتعلق الأمر بمنع الطلبة من ولوج الجامعات وحل مكاتبهم الجامعية (..اسمح لي في غاديين، كيف يتم منعهم من حقهم في الاعتصام و الاحتجاج في مخالفة صريحة للقانون والدستور (..) وهذه الخطوة تعتبرا تراجعا حقوقيا خطيرا”.

واعتبر أوزين أنه “لا يعقل على سبيل المثال السماح بتنظيمات مسيرات مليونية بالعاصمة الرباط في حين يتم منع طلبة كليات الطب من ممارسة حقوقهم الدستورية”، وزاد: ” هذه حكرة ولاّ هذوا قلال وهذوك كثر دبا خاصنا غير نعرفوا أشنو بغينا في هذه البلاد “.

وسجل أنه “إذا استمر هذا الوضع فهو ردة حقوقية في بالبلاد(..) هؤلاء طلبة مغاربة يرفعون حزمة من المطالب المشروعة إلى الحكومة”، وشدد على أنه “لا يمكن نسف للمسار الحقوقي الذي حققه المغرب طلية العقود السابقة والتراجع عن المكتسبات الديمقراطية والعودة إلى الردة الحقوقية”، مستغربا من طريقة التعامل معهم عبر عدد من الإجراءات المشددة من قبيل إيقاف حافلة لمجرد وجود 4 طلبة على متنها متوجهين إلى العاصمة الرباط.

وقال أمين عام حزب الحركة الشعبية، “لن نسكت عن ذلك ولن نقبل بهذا التراجع(..) يمكن أن نتفق أو نختلف حول المقاربة المعتمدة للتعامل مع مطالب طلبة كليات الطب، لكن لا يمكن القبول بتقديم الصورة السلبية على الحق في التظاهر والحق في الترافع من أجل المطالب المشروعة، لأنه من حق الطلبة اسماع صوتهم إلى الجهات الحكومية المسؤولية المطالب بالإنصات إليهم والتجاوب مع مطالبهم “.

وكشف أوزين، عن التحضير لندوة وطنية، تُمهد لإجراء وساطة، بين الحكومة وطلبة الطب لحلحة هذا المشكل، وأوضح أن هذه الخطوة تشارك فيها مجموعة من الأحزاب حتى لا يقال بأن الحركة الشعبية توظف هذا الملف وتستغله سياسيا، لأن ما يهمنا هو إيجاد حل لهذه الأزمة وطي الاحتقان الذي يهدد السنة الجامعية بكليات الطب بالبيضاء.

وأكد أن طلبة الطب، “رفضوا في البدء التواصل مع أي حزب سياسي، وقالوا نحن نرفض الركوب السياسي على هذه القضية، واحترمنا هذا الموقف رغم أنه كان لنا رأي بشأن القضية، مشيرا إلى أن الطلبة تقدموا بطلب فيما بعد لعقد لقاءات مع الأحزاب الممثلة في البرلمان بعد أن أوصدت الأبواب في وجههم، وتم عقد لقاءت مع عدد من التنظيمات السياسية، بينما كان يفترض ان يلتقوا بأحزاب الأغلبية بمجلس المستشارين قبل أن يؤجل اللقاء

وأعلن أوزين، عن تنظيم حزبه لندوة وطنية عما قريب، بحضور وزيري التعليم العالي و البحث العلمي والابتكار والصحة والحماية الاجتماعية ومشاركة طلبة الطب، من أجل مدارسة الحلول المكنة لنزع فتيل الأزمة، موضحا أن “السياسي إذا كان سيكتفي بموقف المتفرج، ولا يتدخل لايجاد الحلول للأزمات فعليه البحث عن فعل آخر غير العمل السياسي”.