مجتمع

مع اقتراب الدخول المدرسي.. أوضاع “كارثية” للعاملين بالحمّامات مع استمرار الإغلاق

مع اقتراب الدخول المدرسي.. أوضاع “كارثية” للعاملين بالحمّامات مع استمرار الإغلاق

بنبرة حزينة، تحكي حنان وهي “كسالة” مغربية أم لطفلتين، تفاصيل معاناتها اليومية بعد إقفال مكان كانت ترتاده يوميا من أجل لقمة العيش.

حنان، ليست الوحيدة، بل هناك العشرات أمثالها، ينتظرون بفارغ الصبر فتح الحمامات في وقت قريب، لعلهن يعوضن ما فاتهن طيلة 41 يوما من إصدار القرار الحكومي المتعلق بالإغلاق.

في حديثها مع موقع “مدار21” عن الأزمة الخانقة التي تعيشها بسبب إغلاق الحمامات بمدينة سلا، تؤكد حنان أنها من تعيل أسرتها منذ سنوات، بسبب عدم توفر زوجها على عمل قار.

من جهتها كشفت مليكة، كسالة بأحد الحمامات الشعبية بمنطقة عين العودة، أن الإغلاق المفاجئ للحمامات بين الفينة والأخرى، سبب لها تعب نفسي، مشددة على أن الحمام كان مصدر رزقها الوحيد، حيث أنها المعيلة الوحيدة لأسرتها المكوّنة من 5 أبناء وزوجها المريض.

وختمت مليكة، حديثها مع الجريدة بالقول إنها وبعد استمرار الإغلاق، اختارت بيع العجائن والحلويات (المسمن) في الشارع، في غياب أي حل لقطاع الحمامات التقليدية أو أي تعويض يمكن تلافي الضرر به.

وفي سياق متصل، صرحت لطيفة؛ أم لطفلين، أن اشتغالها في الحمام كان لمساعدة زوجها في مصاريف البيت، وبعد قرار الإغلاق باتت تبحث عن عمل آخر، فحاولت طرق بيوت يمكن أن يحتجن مساعدات، لكن مع الحالة الوبائية فقد أصبح الناس يتخوفون من استقبال الناس بمنازلهم لانتشار العدوى.

وتابعت لطيفة في تصريح لموقع “مدار21”: “الدخول المدرسي على الأبواب، وليست لدي أي فكرة لتوفير كل المصاريف التي يحتاجها تمدرس الأطفال”.

ولأن “الكسّالة” حاملة لمعنى أكثر من امرأة تساعد مرتادي الحمام، بدأ عدد من رواد “فيسبوك” حملة لمساندة “الكسالات المغربيات”.

ونشر الصحافي رضوان الرمضاني تدوينه عبر صفحته الرسمية عل “فيسبوك” معبرا عن تضامنه قائلا: “كلشي مشغول مع الانتخابات، والحكومة نسات الناس ديال الحمامات والقاعات الرياضية”.

مضيفا أن “على الحكومة تفكّر فآلاف الكسّالة.. اللي كيصوّرو طرف ديال الخبز من هاد الخدمة، ماشي تسد ليهم وتخليهم للمجهول”.

وأوضح رئيس الجامعة الوطنية لجمعيات أرباب ومستغلي الحمامات التقليدية والرشاشات في المغرب ربيع أوعشى، في بيان توصلت جريدة “مدار21″، أنه “ما زلنا نطرق جميع الأبواب من أجل إيجاد حل للموضوع، وفق ما تكفله القوانين والدستور المغربي”، واستطرد قائلا: “راسلنا المسؤولين وأرسلنا رسالة للتواصل مع رئيس الحكومة عزيز أخنوش لإعادة النظر في القرار.”

وطالبت الرسالة التي وجهت لرئيس الحكومة المعيّن، عزيز أخنوش، الذي ما يزال يباشر مفاوضات تشكيل الائتلاف الحكومي الجديد، بـ”إعادة النظر في قرار الإغلاق الذي دفع بالقطاع إلى المجهول والحكم على منتسبيه بالإفلاس والتشريد”.

وكانت الحكومة قررت إعادة إغلاق الحمامات بعد شهور قليلة من استئناف عملها للحد من انتشار فيروس كورونا، ما دفع المعنيين بالأمر إلى الدخول في أشكال احتجاجية للتعبير عن غضبهم من القرار الذي صدر في   بداية غشت الماضي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News