هل تُسوق المسلسلات التلفزيونية لفكرة “ضعف” المرأة المغربية؟

ركز صناع الأعمال الدرامية هذا الموسم على معاناة المرأة المغربية مع الرجل وكفاحها في المجتمع، واضعين إياها في قالب المرأة “الضعيفة” التي تظل عالقة في عنق الرجل باختلاف موقعه، وتعاني ظلمه وقسوته.

وتنوعت المواضيع التي تطرقت إليها الدراما المغربية هذا الموسم، والتي تمثل معظمها حالات واقعية في المجتمع المغربي، إذ أنتجت مسلسلات تتحدث عن خيانة المرأة وتعرضها للعنف اللفظي والمعنوي ومعاناتها مع الطلاق، بينما عرجت أخرى على كفاحها في المجتمع لتحقيق ذاتها رغم قيود الأب من جهة وتحمل المرأة مسؤولية تربية الأطفال بمفردها بعد تخلي الزوج عن قيادة الأسرة من جهة أخرى.

إيلا ضاق الحال.. يوميات نساء يخوضن رحلة إنسانية

يتناول مسلسل “إيلا ضاق الحال” للمخرج مراد الخودي الذي يُعرض حاليا عبر شاشة القناة الأولى، قضايا تتعلق بمعاناة المرأة في المجتمع المغربي، عبر قصص نساء يتحدين أنفسهن ويقفن في وجه الظلم الذي تعرضن له في بيت الزوجية أو بيت الأهل.

وينقل المسلسل الذي تجري أحداثه في قالب اجتماعي، تفاصيل يوميات نساء مغربيات فرضت عليهن ظروف الحياة خوض رحلة إنسانية مليئة بالتشويق والإثارة.

ويشكل المسلسل صورة لكل امرأة هربت من مسكن عائلتها لقلة التقدير أو بسبب عنف الزوج اللفضي والمعنوي، والقهر والظلم لتختار المغادرة نحو المجهول.

والمسلسل يطرح أشكال متعددة لمعاناة النساء، فبعدما تُقرر خديجة إنهاء حياتها معتقدة أنها بذلك ستتخلص من كل مشاكلها، ستتراجع في آخر لحظة وتهرب من منزلها بحثا عن حياة أفضل.

وينطلق عرض مسلسل “إيلا ضاق الحال” بعد تأجيل بثه بسبب أحداث الزلزال الذي ضرب المغرب. ويتكون من 30 حلقة، وتستغرق مدة كل واحدة منها 52 دقيقة، خارج منافسة رمضان، في إطار الاستراتيجية الجديدة التي أصبحت تعتمد عليها بتخصيص بعض الأعمال للعرض خارج هذا الشهر.

ويشارك في بطولة هذا المسلسل كل من الممثلة دنيا بوطازوت، وسعيد باي، وعزيز الحطاب، وسحر الصديقي، ونفيسة بن شهيدة، وهشام بهلول، وماريا نديم، وزهيرة صادق، وغيرهم.

مسلسل “أحلام بنات”.. هواجس نساء يبحثن عن فرص في الحياة

اختار صناع مسلسل “أحلام بنات” الذي يُعرض عبر منصة شاهد، وينتمي إلى خانة الأعمال الدرامية، معالجة مواضيع اجتماعية في قالب تشويقي، تكلف يحيى أفاندي وعدنان موحجة بصياغة السيناريو الخاص به.

ويرصد هذا المسلسل هواجس النساء المغربيات اللواتي يعشن بمفردهن بعيدا عن عائلتهن لاختلاف الأسباب والظروف التي تقودهن إلى البحث عن فرص في الحياة.

ويسلط مسلسل “أحلام بنات” الضوء على يوميات فتيات يحاولن تحقيق ذواتهن، من خلال الرغبة في التخلص من قيود المجتمع، والتشبث بقصص الحب.

ويشهد مشاركة كل من عبد الله ديدان، وعبد السلام البوحسيني، وناصر أقباب، وساندية تاج الدين، وسلوى زرهان، وربيع الصقلي، ورضا العلوي، وحنان الخضر، ومحمد الشوبي وغيرهم.

مسلسل المختفي..  صعوبة عيش بورجوازيات دون رجل

مسلسل المختفي لزكية الطاهري، ينقل تفاصيل يوميات عيش سيدات، مسلطا الضوء على حيوات أربع نساء ينتمين إلى طبقة بورجوازية، ويعشن في مدينة الدار البيضاء، يظهر لوهلة أنهن ينعمن بحياة هنيئة وسعيدة، قبل أن تنقلب حياتهن رأسا على عقب.

ورصد المسلسل دخول سهام (هاجر عدنان) في أزمة نفسية بعد زواج خطيبها، وصدمة زينب باختفاء زوجها المسؤول عن إحدى المواقع الإلكترونية عن الأنظار. لتنطلق سلسلة من التحقيقات في قضية هذا “المختفي” لكشف الأسباب والملابسات وراء هذا الاختفاء.

ويرصد المسلسل معاناة امرأة تفقد زوجها فجأة، لتصبح تائهة تتخبط وسط دروب الحياة بمفردها، مصورا صعوبة عيش المرأة كيف في مجتمعنا اليوم دون رجل.

وتجسد الممثلة جيهان الكيداري في مسلسل “المختفي” شخصية زينب، وهي زوجة المختفي، إذ تنقلب حياتها رأسا على عقب فجأة، بعدما كانت حياتها بسيطة.

وستدخل زينب في سلسلة من الأزمات، بعد اختفاء زوجها عن الأنظار، حيث تجد نفسها وسط متاهة وحلقة لا متناهية من المشاكل.

ويشارك في مسلسل “المختفي” للمخرجة زكية الطاهري، وسيناريو مشترك بينها وبين محمد لمويسي، إلى جانب الممثلة جيهان الكيداري، كل من هاجر عدنان، وطاهرة حماميش، وزينب علمي.

مسلسل رحمة.. تحميل المرأة “خطيئة” إنجاب طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة

يضع مسلسل “رحمة” المجهر على مُقاساة الأمهات مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في قالب اجتماعي إنساني، يحمل في طياته صور معاناتهن من زاوية وقوتهن في إدارة أسرهن من زاوية أخرى.

ويعكس مسلسل “رحمة” تحمل الأمهات تربية أولادهن وحدهن بعد تخلي الآباء عن الأسرة هربا من المسؤولية، وتحميل المرأة “خطيئة” إنجاب طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة.

ويحمل مسلسل “رحمة” طابعا اجتماعيا ودراميا وينقل الصعوبات التي تواجه الأسر التي يغادرها الأب لإنجاب الزوجة طفلا من ذوي الاحتياجات الخاصة.

ويقود بطولة هذا المسلسل باقة من الممثلين على رأسهم منى فتو التي كتب لها خصيصا هذا الدور، إلى جانب عبد الله ديدان وإدريس شلوح، وهيثم مفتاح وكريمة غيث، وفرح الفاسي، وغيرهم.

مسلسل أش هذا.. كفاح المغربيات المهاجرات

وفي قلب معاناة أخرى، جسد مسلسل “أش هذا” الذي أشرفت صفاء بركة على إخراجه، كفاح المرأة المغربية المهاجرة، التي تقرر الانفصال عن زوجها الذي ارتبطت به بشكل تقليدي، بعد سلسلة من المشاكل والصراعات الثنائية، والعيش مع ابنتها بعيدا عن الأزمات العائلية.

وسيسلط المسلسل الضوء على تعرض هذه المرأة للنصب والاحتيال من قبل شقيقها الذي كان يحصل على أموال مهمة في فترات متعاقبة منها لبناء فيلا بالمغرب على أساس شراكة تجمع بينهما.

وتتمحور قصة مسلسل “أش هذا” حول وقوع كنزة في سلسلة من المشاكل والأزمات لدى عودتها إلى المغرب من أجل الاستقرار نهائيا به، بعدما كانت تظن أنها ستعيش حياة مستقرة.

ويشارك في هذا العمل، كل من مونية لمكيمل، وعبد الله فركوس، وأحمد الناجي، وعبد الرحيم المنياري، وحسناء الطمطاوي، وعبد الصمد مفتاح الخير، وسحر الصديقي، وغيرها من الأسماء.

دار النسا.. معاناة الطفلات المغتصبات

ويتطرق مسلسل “دار النسا”  للمخرجة سامية أقريو، الذي ينبش في قضايا اجتماعية في قالب درامي، إلى معاناة الطفلات اللواتي يتعرضن للاغتصاب.

ويشارك في بطولة مسلسل “دار النسا” إلى جانب سعد موفق، وابتسام العروسي، ونورا الصقلي، والسعدية لاديب، وفاطمة الزهراء قنبوع، وعمر أصيل.

عايشة.. دعوة المجتمع لتقبل خيانة الرجل

وكان مسلسل “عايشة” ركز أيضا على معاناة المرأة المغربية في المجتمع مع الخيانة الزوجية، ونظرة المجتمع إلى المرأة التي تختار الانفصال عن زوجها والتخلص من أعباء المشاكل العائلية.

وتدور أحداث السلسلة حول نساء من أجيال مختلفة، إذ تمثل راوية الجيل الأول، فهي الأم المسيطرة والصارمة في معاملتها لبناتها، ثم جيل الأخوات الثلاث وهن عايشة ونعيمة وخديجة اللواتي يتشبثن بالعادات والتقاليد وفي الوقت ذاته يُطّبعن مع التحرر الذي تلبسه بنات عايشة اللواتي يرغبن في إثبات ذواتهن وممارسة حياتهن بشكل عصري.

ويرصد المسلسل تعرض نعيمة (ماريا للواز) إلى الخيانة الزوجية والصراعات بين الزوجين وعلاقتها بوالدتها، التي ترفض قرار انفصالها وتطالبها بالعودة إلى بيت الزوجية وتحمل ضغوطات زوجها، في إشارة إلى ما يعيشه العديد من النساء اللواتي يعانين ويضطرن للخضوع للتنازل عن حقوقهن.

جريت وجاريت.. معاناة المرأة مع إهمال الرجل لبيت الزوجية

ومسلسل “جريت وجاريت” للمخرجة لميس خيرات، مثل سابقا معاناة نساء من مختلف الطبقات الاجتماعية، ونقل يومياتهن المعاشة.

ورصدت الكاميرا معاناة أمل، وهي موظفة متزوجة وأم، مثل أغلب النساء المغربيات، إذ يتوجب عليها العناية بأطفالها المراهقين، وفي الوقت ذاته تحاول الاشتغال لتحقيق ذاتها، لكن تعترضها العديد من المشاكل مع زوجها وحماتها.

وفي ظل المشاكل كلها ينبغي لأمل أن تكون امرأة حديدية وأمّا مثالية، تشتغل وتسعى إلى الحفاظ على تماسك أسرتها، الأمر الذي يعد صعبا بالنسبة لها، مما يجعلها تجد نفسها تتخبط في صراع لا ينتهي، وتحاول جاهدة أن تحقق ذاتها وتساعد زوجها، الذي يهملها ويهمل بيت الزوجية، في تدبير شؤون المنزل ماليا.

ويشارك في هذا العمل، إلى جانب الفنانة سحر الصديقي، كل من الفنان رشيد الوالي، وسعاد خيي، وطارق البخاري، وزينب عبيد وغيرهم.

كاينة ظروف.. إقصاء وتهميش سجينات 

ملسلسل “كاينة ظروف” غاص رمضان المنصرم في عمق قصة اجتماعية درامية ترمي إلى حل الكثير من الخيوط وملامسة الواقع المغربي، عبر قصة ثلاث نساء قضين معا فترة سجنية لظروف ما، ويحاولن بعد مغادرتهن أسوار السجن العودة إلى الحياة الاجتماعية من جديد، والسعي إلى التأقلم معها، لكن تعترض طريقهن العديد من المشاكل.

وناقش المسلسل الإقصاء والتهميش اللذين يطالان السجينات بعد الإفراج عنهن، ناهيك عن النظرة القاسية، من خلال قصص ثلاث نساء.

ووضع المسلسل المشاكل الاجتماعية التي يعانيها المواطن المغربي، والمرأة المغربية، وكذا التوترات التي تحوم حول علاقات الرجل والمرأة تحت المجهر، من خلال شخصيات العمل.

وهذا العمل من توقيع السيناريست بشرى مالك وإخراج إدريس الروخ، وبطولة ثلة من الممثلين، من بينهم راوية وسامية أقريو وعبد النبي البنيوي، وابتسام العروسي، وأسامة البسطاوي، ورفيق بوبكر، ورباب كويد، وطه نعيم، وعبد الرحيم المنياري، وجميلة مصلوحي.