فن

مخرجون يلهثون وراء الدعم الأجنبي ويقدمون صورة قاتمة عن المغرب

مخرجون يلهثون وراء الدعم الأجنبي ويقدمون صورة قاتمة عن المغرب

توجه اتهامات كثيرة إلى بعض المخرجين المغاربة الذين يستقرون في الخارج، أو تُنتج أفلامهم السينمائية من قبل جهات أجنبية، بتقديم صورة قاتمة عن المغرب تنفيذا لمساعي الدعم الغربي، أو رغبة منهم في الوصول إلى المهرجانات الدولية واقتناص جوائز بها.

الناقد مصطفى الطالب، واحد من الذين انتقدوا العديد من المخرجين والمخرجات المغربيات الذين درسوا السينما في أوروبا وأتيحت لهم فرصة الحصول على الدعم سواء أكان أجنبيا أو مغربيا، بسبب نقلهم صورة قاتمة عن المغرب، كما فيلم “كازا نيكرا” و”زيرو” و”أنيماليا” وغيرها.

وصرح الطالب لجريدة “مدار21” بأن “أول ما يقوم به المخرج الذي يعيش في أوروبا ودرس فيها هو الاشتغال على فيلم ينقل صورة سيئة عن المغرب، وكأنه لا يوجد به غير ذلك، وكأن المواضيع الإيجابية منعدمة، لا نريد المجاملة في إعطاء صورة مزيفة عن المغرب، لكن أظن أن هناك العديد من الأشياء التي تميزه”.

بدوره الناقد السينمائي عبد الكريم واكريم يرى أن “تأثير جهات الدعم الأجنبية على الأفلام المغربية يكون واردا في العديد من الأحيان، لاسيما على بعض المخرجين المبتدئين الذين قد ينساقون وفقه ويخضعون لإملاءات  الجهات الداعمة، وخصوصا الغربية، أو حتى العربية في بعض الأحيان، الأمر الذي يظهر في التيمات التي يعتمدون عليها”.

ويصر واكريم في المقابل، على أنه لا يمكن تعميم هذه النظرية على جميع المخرجين، لاسيما الذين تطورت رؤيتهم من فيلم إلى آخر، كما هو الشأن بالنسبة للمخرج فوزي بنسعيدي وفقه.

وبخصوص تقديم صورة قاتمة عن المغرب، يقول واكريم إنه لا يتفق مع الرأي الذي يدعو المخرج إلى عدم تقديم صورة قاتمة، عادّا أن دور المخرج لا يتجلى في تلميع الواقع، إنما في نقله في قالب فني يعكس ما يجري في المجتمع.

واستحضر المتحدث ذاته الفليم الأخير لفوزي بنسعيدي، الذي ينقل صورة قاتمة عن المغرب بطريقة فنية مبررة، إذ اختار بنسعيدي مناطق من المغرب المهمش والمغرب غير النافع الذي تعاني ساكنته من الإقصاء، مردفا: “ما نشاهده في الفليم يوجد في الواقع، وبنسعيدي بقدمه بصورة فنية ورؤية خاصة، على غرارا باقي أفلامه”.

وأضاف: “دور الفنان لا يتجلى في التلميع، إنما يكمن في رصد الأشياء غير العادية، ففوزي انتقد واقعا مغربيا بئيسا ولم يُعط الحلول، إنما سلط الضوء على طبقات مهمشة يتم استغلالها أو تهميشها”، متسائلا حول ما إذا كان على المبدع أن يتغاضى عن هذا الواقع، ويعمل على إظهار شوارع نظيفة وطبقات راقية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News