مجتمع

“ملكات”.. القناة الأولى تعرض قصة “حرية” و”تمرد” على الواقع المغربي

“ملكات”.. القناة الأولى تعرض قصة “حرية” و”تمرد” على الواقع المغربي

عرض فيلم “ملكات” للمخرجة ياسمين بنكيران على شاشة القناة الأولى، يوم أمس الجمعة، في إطار برمجة خاصة أطلقتها القناة لعرض مجموعة من أبرز الأعمال السينمائية خلال شهر أكتوبر الجاري، بهدف تقريب الإنتاج السينمائي المغربي من جمهور التلفزيون.

ويحكي الفيلم قصة ثلاث نساء تجمعهن الصدفة في رحلة محفوفة بالمخاطر تمتد من جبال الأطلس إلى جنوب المغرب، هربا من الملاحقة الأمنية، في إطار درامي مشوق يلامس قضايا الحرية والتمرد على الواقع.

وتجسد نسرين الراضي دور سجينة سابقة تقرر الهروب رفقة ابنتها المراهقة ريحان جاران، بحثا عن الخلاص، لتجبر في طريقها سائقة شاحنة تُدعى أسماء، تؤدي دورها الممثلة نسرين بنشارة، على مساعدتهما في رحلة الهروب، لكن بين الطرق الوعرة والمطاردات، تتكشف خيوط قصة مليئة بالتوتر الإنساني والمشاعر المتناقضة.

ويشارك في بطولة الفيلم كل من نسرين الراضي، وجليلة التلمسي، وريحان كارا، ونسرين بنشارة، وحسن بديدة، وسليمة بنمومن، وسلمان حرمة، وعبد الحق صالح، وعبد الرحيم تميمي، وحميد النيدر.

وضمن قائمة الأعمال التي اختارت القناة الأولى عرضها في موسمها التلفزيوني الجديد، إلى جانب المسلسلات الدرامية والبرامج المنوعة، يبرز فيلم “التمرد الأخير” للمخرج الجيلالي فرحاتي، الذي يمزج بين الحب والوفاء، من خلال حكاية تجمع بين الماضي والحاضر في تداخل عاطفي ووجودي عميق.

وتدور أحداث الفيلم حول أيمن، نحات في الستينيات من عمره، يعيش عزلة اختارها طوعا بعد أن أثقلته خيبات الحياة، إذ بين جدران محترفه، يلاحقه ماضيه المليء بالذكريات والندم، بينما تحاصره أسئلة الحاضر الذي فقد فيه توازنه.

وتتغير مجريات حياته حين يلتقي بـ وفاء، شابة تبحث عن شقيقها المفقود، لتصبح هي مرآة يرى فيها ذاته الضائعة، ونافذة تعيد إشعال ما تبقى في داخله من إحساس بالإنسانية.

ويعيش أيمن يعيش صراعا داخليا مع زوجته المريضة بفقدان الذاكرة، المقيمة في دار للعجزة، حيث يختلط الحب القديم بالواجب والشفقة والحنين، في علاقة تمتحن صبر الروح وتكشف هشاشة الذاكرة حين تواجه الزمن.

ومن خلال هذا التداخل بين الشخصيات، يرسم فرحاتي لوحة عن التمرد الأخير للإنسان على النسيان والخذلان، وعن ذلك الخيط الرفيع الذي يفصل بين الوفاء والخلاص.

ويجسد الأدوار كل من كنزة صلاح الدين وحكيم النوري وفريد الركراكي، إلى جانب مجموعة من الوجوه السينمائية المغربية.

واختارت القناة الأولى ضمن برمجتها الجديدة عرض فيلم “على الهامش” للمخرجة جيهان البحار، وهو عمل سينمائي جريء يسلط الضوء على فئة من الشخصيات التي تعيش على هامش المجتمع، في محاولة لتقريب معاناتها وتسليط الضوء على صراعاتها اليومية بين الطموح والبقاء، والحب والانكسار.

ويقدم الفيلم ثلاث قصص حب متقاطعة تجمع بين شخصيات تواجه واقعا قاسيا، تسعى فيه كل منها إلى التشبث بخيط رفيع من الأمل للعبور نحو حياة كريمة، رغم انغماسها في عالم تغزوه الأطماع والأعمال غير المشروعة.

ومع تطور الأحداث، تتقاطع مصائر الأبطال في منعطفات غير متوقعة، تكشف هشاشة الإنسان حين يجد نفسه على حافة السقوط، إلى جانب معالجته موضوعات شائكة كالاتجار في البشر.

ويشارك في بطولة الفيلم هند بنجباري وماجدولين الإدريسي وعزيز داداس وخليل وباعقى وعبد اللطيف شوقي وفاطمة الزهراء بناصر، وغيرهم.

وأثار الفيلم عند صدوره نقاشا واسعا بسبب جرأة بعض مشاهده، خصوصا مشهد القبلة بين البطلين، الذي انقسم حوله الرأي بين من اعتبره مبالغة لا تخدم السياق، ومن رأى فيه ضرورة فنية لتجسيد صدق العلاقة الدرامية بين الشخصيتين.

وتعرض القناة الأولى أيضا فيلم “علي صوتك” للمخرج نبيل عيوش، الذي تدور أحداثه حول شخصية أنس، وهو شاب مؤطر يعمل على توجيه مجموعة من الفتيات والفتيان الذين يجدون في موسيقى الراب وسيلة للتعبير عن ذواتهم، وعن أحلامهم وتطلعاتهم نحو واقع أفضل.

ومن خلال ورشات فنية وحوارات صريحة، يسعى أنس إلى غرس الثقة في نفوسهم وتحفيزهم على استخدام الفن كأداة للتحرر والتعبير.

واختار المخرج نبيل عيوش في هذا العمل، الذي أنتج سنة 2021، أن يجعل من الهيب هوب لغة سينمائية تعبر عن جيل جديد يعيش صراع الهوية والتناقضات المجتمعية، ويريد إيصال صوته إلى العالم دون خوف.

ويذكر أن هذه الأفلام شاركت في عدد من المهرجانات السينمائية الوطنية والدولية، إذ حظيت باهتمام نقدي واسع وتباينت الآراء حولها بين من أشاد بقصصها وجرأتها الفنية، ومن انتقدها بسبب ما اعتبره ضعفا في البناء الدرامي أو المعالجة السينمائية.

ورغم مرورها عبر منصات العرض المهرجاني، فإن بعضها لم يحظَ بعمر طويل في القاعات السينمائية المغربية، إذ غادرت بعد أسابيع قليلة من عرضها، في مشهد يعكس صعوبة استمرار هذا الصنف من الأعمال داخل شباك التذاكر، مقارنة بالأفلام ذات الطابع التجاري أو الكوميدي التي تجذب الجمهور لفترات أطول.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News