فن

هل سُحِب فيلم “أحلام صغيرة” من القاعات السينمائية بسبب ضعف الإقبال؟

هل سُحِب فيلم “أحلام صغيرة” من القاعات السينمائية بسبب ضعف الإقبال؟

لم يستطع فيلم “أحلام صغيرة” الصمود بالقاعات السينمائية، إذ لم يعرض سوى أيام قليلة على غير العادة، منذ صدوره، قبل أن يتم سحبه من قائمة الأفلام التي تبث حاليا بالشاشات الكبرى بمختلف المدن المغربية.

ويبدو أن الجمهور المغربي لا يقبل على هذه الأصناف من الأعمال السينمائية، التي تتناول مواضيع اجتماعية وإنسانية، بخلاف نظيرتها الكوميدية التجارية التي يتعمد صناعها إثارة الجدل واعتمادهم استراتيجية للترويج لأفلامهم لجذب المشاهد وتصدر شباك التذاكر، مثل فيلمي “غرين كارد” و”الإخوان” اللذين تربعا على عرش قائمة “البوكس أوفيس” برسم سنة 2022.

ويؤكد نقاد سينمائيون، في مناسبات عديدة، أن الكوميديا تنتصر عادة وتكون خيار المشاهد المغربي، إذ يلاحظ أن أفلام هذا الصنف تواصل عروضها بالقاعات السينمائية، كفيلم “جوح” الذي ما يزال يعرض منذ بداية شهر ماي المنصرم، فيما خرج “أحلام صغيرة” من حلبة المنافسة مبكرا.

وتدور أحداث فيلم “جوج” حول شقيقين يتمتعان بقدر عال من الغباء، يجدان نفسيهما وحدهما في عالم خال من الرجال، حيث يعيشان أحداثا ويدخلان في عدة مشاكل يحاولان تخطيها، في قالب كوميدي هزلي.

أما فيلم “أحلام صغيرة”، الذي يحمل طابعا اجتماعيا دراميا، فيناقش معاناة الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة، والعراقيل التي تحول دون تمكنهم من استكمال دراستهم، لم يكن مناسبا للعرض في القاعات السينمائية التي يبحث فيها الجمهور عن التسلية والترفيه.

ويرصد الفيلم عدم تمكن “إبراهيم” شاب من ذوي الاحتياجات الخاصة، من ولوج المدرسة إسوة بأقرانه من الأطفال، ليقرر لاحقا حينما يُصبح في سن الـ18 رفع دعوى قضائية ضد مدير المؤسسة، الذي صادر حقه في التعلم والتمدرس.

الفيلم الذي غادر القاعات السينمائية في مدة وجيزة شهد مجموعة من السقطات رغم نجاح بطله كمال حيمود في تجسيد معاناة ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث استعملت كلمات “معوَّق” و”إعاقة” و”معاق” في الفليم في غير محلّها، للإساءة إلى فئة من المجتمع، حيث عوض أن يحارب العمل النظرة “الدونية” إليها، سقط في “فخ جهل السيناريست”.

ولم يتم استعمال مفردة “ذوي الاحتياجات الخاصة” أو “ذوي الهمم” بشكل نهائي في الفيلم، إذ استعمل القاضي والمحاميان عبارة “إعاقة” في حواراتهما، واستخدمها المخرج في الرسائل التي وجهها في نهاية الفيلم بشكل مكتوب.

وأبرز الفليم وقوع الشاب من ذوي الاحتياجات الخاصة في حب طفلة قاصر تبلغ من العمر 15 سنة، وإقحامها في حوار جريء في أحد مشاهد العمل.

وظهر محامي مدير المدرسة، الذي يجسد دوره المثل أحمد ولاد، وهو يدافع عن موكله بالفصحى، مرتكبا أخطاء فادحة في اللغة العربية، إذ ظهر أنه غير متمكن من النص الذي يقرأه.

وعلى مستوى الإخراج، لم تخدم الصورة فكرة الفليم الذي يعود زمن وقوع أحداثه إلى سنة 1993، إذ يمكن وصفه بـ”البسيط”، وأنقذه تشخيص الثنائي رشيد الوالي وكمال حيمود من الفشل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News