فن

يرصد تعاطي نساء أمازيغيات مع الجمال.. “ذاكرة جسد” فيلم وثائقي يقص شريطه الأول بالرباط

يرصد تعاطي نساء أمازيغيات مع الجمال.. “ذاكرة جسد” فيلم وثائقي يقص شريطه الأول بالرباط

يصل الفيلم الوثائقي “ذاكرة جسد” إلى القاعات السينمائية المغربية يوم الجمعة المقبل، إذ يشرع النافذة عبر العرض ماقبل الأول بسينما النهضة بالرباط، على ما أعلن عنه منتجه الحسين حنين.

وكشف حنين في تصريح لجريدة “مدار21” أن فيلمه الوثائقي “محاولة لفهم تعاطي النساء الأمازيغيات مع الجمال، وتحولات معايير الجمال التي كانت تجعلهن جميلات زمنهن إلى رمز قبح في ألفية فرضت نفسها على نساء بسيطات، تحبن الألوان وتماوايت والورود التي تُرمى على رأس العروس يوم زفافها. ويسائل العمل حول أسباب مغادرة أرواح تلك النساء ويأكل التراب صورهن في عصر الصورة؟”.

وعن كواليس الاشتغال على هذا الفيلم وخصوصياته، أوضح منتج الفيلم الوثائقي أنه يحاول دائما في أعماله جعل فضاء التصوير مريحا للعاملين فيه بعد التهييئ القبلي لعملية التصوير، إذ يرى أن ذلك ينعكس على جودة العمل على كل المستويات، مردفا: “خصوصا إذا كان فيلما وثائقيا، يجب أن نكسر الجسر الفارق بيننا كطاقم عمل وبين الشخصيات المشاركة حتى لا يبقى ذلك الشعور بأننا غرباء ويغلب طابع الرسمية على سلوكهم، وتتحقق رغبتنا في أن يتفاعلوا مع العمل بعفوية وتلقائية، وهذا في نظري يجعل للعمل السينمائي والوثائقي روحاً”.

وبخصوص الصعوبات التي تواجه صناع الأفلام الوثائقية، يقول المتحدث ذاته إنه يميل دائما لإنتاج الأعمال السينمائية وخصوصا الوثائقية منها التي تكون مليئة بالمجازفات (على المستوى الفني) والمفاجآت أثناء التصوير، إذ في نظره تحمل أجمل الخصوصيات التي تطبع الأعمال الوثائقية.

ويضيف في السياق ذاته: “في كثير من الأحيان تستعد وتحزم الأمتعة لتنطلق في رحلة صيد، أي صيد صور متحركة تحرك كيان ناظرها، وتكون قبلها قد أعددت خطة وسيناريو متوقع للعمل به لصناعة فيلم معين، إلا أنك في أغلب الأحيان تعود بصيد أثمن، ففي الغالب تصادف ما لم يكن في حسبانك ولم يخطر على بالك، ليأتي بعذ ذلك دور المونتاج (الكتابة الثالثة للفيلم – la troisième écriture) لإبهار صناع الفيلم قبل الجمهور”.

واسترسل قائلا: “الأفلام الوثائقية المفضلة لدي هي التي اكتشف فيها ما لم أكن أعرفه عن الناس وعن الحياة وعن نفسي، وأنا منتج مجازف ومحظوظ”.

أما بالنسبة للصعوبات التي تواجه صناع الأفلام الوثائقية، يؤكد المتحدث عينه أنه ليست هناك أية صعوبات، لوجود وسائل تصوير في المتناول، بينها الجهاز الذي يعرض النص، إضافة إلى الهواتف الذكية التي تحمل جودة عالية في التصوير والتسجيل الصوتي، فهذا كل ما يحتاجه صانع الفيلم إذا كان في جعبته ما يقدمه للجمهور، وطبعا كلما زادت مصاريف العمل زادت معه الجودة، والعصر الحالي أصبح يوفر تسهيلات أكبر، وفق الحسين حنين.

ويرى منتج الأفلام الوثائقية، أن صناعة هذا الصنف من الأفلام بدأت تحظى بالمكانة التي تستحقها لذى المؤسسات، مشيدا بالأدوار التي يقوم بها المركز السينمائي المغربي وجنوده، ووزارة الثقافة بالإضافة إلى القناتين الأولى والثانية بهدف تحسين وتطوير الصناعة السينمائية بشكل عام وإنعاش مجال صناعة الأفلام الوثائقية بشكل خاص.

ويشير حنين أيضا إلى أن الجمهور المغربي أصبح يهتم أيضا بشكل أكبر بهذا المجال، مؤكد: “هناك بوادر أمل تلوح في الأفق، والآن جاء دور صناع الأفلام لإرجاع الثقة في المنتوج الوطني”.

ويبرز حنين أنه ليس كل الأفلام الوثائقية تستقطب فقط الجمهور النخبوي،  عادا أن الفيلم الذي بصدد توزيعه يدور حول الوشم على وجوه نساء في قالب بسيط، “فالفيلم أعجب أمي كثيرا، وهي في الستينات من عمرها ولم تلج المدرسة من قبل ومع ذالك شاهدت الفيلم لمرات عديدة”.

في المقابل، يرى أن هناك أجناس أخرى من الأفلام الوثائقية، مثل الأفلام التي تشرح نظرية النسبية العامة، وتشوه الزمكان على حافة الثقب الأسود، فهذا يمكن القول بأن جمهوره سيكون نخبويا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News