مجتمع

“رهاب الدم” في عيد الأضحى.. خبير نفسي يكشف أعراض “الهيموفوبيا” ويقترح العلاج

“رهاب الدم” في عيد الأضحى.. خبير نفسي يكشف أعراض “الهيموفوبيا” ويقترح العلاج

إذا كان عيد الأضحى فرحة للكثيرين، فإنه يشكل “كابوسا” لفئة لا تقوى على رؤية الدم، وتتجنب حضور مراسيم نحر الأضحية. فما التفسير العلمي لهذه الظاهرة.

اضطراب نفسي

في هذا الصدد، يقول الأخصائي النفسي الإكلينيكي والمعالج النفساني، فيصل طهاري، إن رهاب الدم ليس ظاهرة “عادية”، وإنما هو “نوع من الاضطرابات النفسية المتمثل في الرهاب؛ أي الخوف المرضي وغير الطبيعي”، الذي يتجاوز الخوف الطبيعي، لذلك يسمى “رهابا” أو “فوبيا”.

وأضاف طهاري، في تصريح لجريدة “مدار21″، أن هناك أنواعا كثيرة كل على حسب بنيته النفسية، إذ ثمة من يخشى الأماكن الضيقة ولا يستطيع أن يوجد فيها، وثمة من لديه رهاب من المرتفعات، أو بعض الحيوانات والحشرات، إلى جانب نوع آخر، وهو رهاب الدم، ويظهر عند الأشخاص الذين لا يستطعون رؤية الدم سواء دم الإنسان أو الحيوان.

وأوضح الخبير النفسي ذاته أن المصابين بهذا النوع من الرهاب أو الفوبيا “يشعرون بأعراض أهمها الغثيان وارتفاع ضربات القلب والحرارة، وتنمل في الأطراف الرجلين أو اليدين، والقشعريرة، ويجدون صعوبة في التنفس وفي كثير من الأحيان قد يتسبب في فقدان وعيه، بمجرد رؤيتهم للدم”.

وتابع: “نعلم جيدا أنه في عيد الأضحى يكون بعض الرجال والنساء الذين لا يمكنهم مشاهدة لحظة نحر الكبش أو المساهمة في هذه العملية، وهذا لا يتعلق بقلة الرجولة، أو قلة قوة المرأة، بل يتعلق باضطراب نفسي”.

وأكد طهاري، في حديثه إلى الجريدة، أن هذا الرهاب يترسخ لدى المصاب به منذ الطفولة، لذلك نوصي بعدم تعريض الأطفال لمشاهد تؤديه وتلحق الضرر بنفسيته.

العلاج ممكن

وأشار المتحدث نفسه أن الرهاب أو الفوبيا بأنواعها يمكن معالجتها، لكن، يواصل طهاري، في كثير من الأحيان “لا يقوم المريض بزيارة المعالج النفسي من أجل العلاج، بحكم أن أغلب الذين يشعورون بهذا النوع من الرهاب يجدون بأن الحل الأنسب هو تفادي تعريض نفسه لما يرهبه”، مردفا: “فالشخص الذي يعاني في الأماكن الضيقة لا يدخل إلى المصعد مثلا، ومن يعاني رهاب القطط أو الكلاب يتجنبهما، وهكذا”.

ويعتقد الشخص الذي يعاني من رهاب الدم مثلا، حسب طهاري، أن تجنب رؤية نحر الكبش يساعده في القضاء على مشكلته، مشددا على معالجة هذا هذا الأمر في بدايته، لأن المتابعة العلاجية مهمة، من خلال إجراء حصص العلاج، خاصة العلاج المعرفي السلوكي الذي يجعله المريض قادرا على التعامل مع هاته المواقف والتخلص من الأعراض التي تتعلق بهذه الفوبيا.

ويرى الخبير النفسي عينه أن علاج فوبيا الدم لحظة النحر ويوم العيد يكون أمرا صعبا، إذ يجب تجنب مواجهة هذا الشخص بمخاوفه، لأن ذلك “يشكل خطرا على صحتيه النفسية والعقلية”، لافتا إلى أن هناك علاجات دوائية يمكن أن تقدم إلى هؤلاء المرضى، والتي تجعلهم يشعرون بنوع من الراحة وتفادي تلك النوبة التي قد تنتج عن هذا الاضطراب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News