افتتاحية

ماذا وراء استهداف المؤسسات المغربية؟

ماذا وراء استهداف المؤسسات المغربية؟

إلى وقت قريب كنا نتعامل مع بعض الحملات التي تحاول استهداف المغرب ومؤسساته بكثير من التجاهل أو “النخال”، الذي يليق بمن ينظر إلينا بمجهر العداء والاستصغار، ويريد أن يُشربنا سُم التبعية والذل واللااستقرار في حليب الشعارات المسكوكة والرنانة.

غير أنه لم يعد خافيا على عاقل أن الحملة ضد المغرب تجاوزت الصدف والنقد الموضوعي لتبلغ مستوى معقد من التخطيط الماكر، وهو تخطيط لا يترك شاردة ولا واردة إلا واستعملها بخبث ضد المؤسسات المغربية ومصالح هذا البلد، الذي لا يريد له البعض أن يرفع رأسه بين الأمم.

مستوى الهجمات التي تتعرض لها “الجزيرة” المغربية، كما وصفها العروي، يدعو إلى الكثير من التذبر والتمحيص من طرف المغاربة، لأن كثيرا من الكلام الذي يتلحف الموضوعية والمنطق، تختبئ ورائه أيادي مسمومة، تتصيد حتى سفاسف الأمور لتوظفها في حملة ممنهجة، مرادها الأسمى أن نتحول جميعا إلى أفواه تأكل الثوم مكان الآخرين.

ولأن الاستهداف المنظم لا يريد إضاعة الوقت، أكثر مما أضاع من قبل في محاولة شيطنة المؤسسات المغربية، فقد بات يختار في الآونة الأخيرة أن يتجه رأسا نحو أعمدة المملكة، وعلى رأسها المؤسسة الملكية، والأجهزة الأمنية الحريصة على أمن وآمان البلاد، محاولا المس بها ومن خلالها بمصالح المغاربة، التي تخاض كل يوم عشرات المعارك لتحصينها، داخليا وخارجيا.

المقال الأخير ل”ذي إيكونوميست” البريطانية، الذي نسف بجرة قلم مصداقية ودقة هذه المؤسسة، على الأقل في عيون المغاربة وأصدقاء المغرب الذين يعلمون الحقيقة، هو لا ينفصل عن حملة السموم التي تحاول التطاول على مؤسسات البلاد، وذلك ما تجلى في محاولة تمطيط “التخيلات” لتسويد صفحات المجلة، ومعها سمعتها الصحفية، ومحاولة لوك أحاديث يصفها المغاربة، عن خبرة شعبية، بكلام الحمامات.

كل محاولة للرد على الكلام الوارد في المقال ستكون مجرد إضاعة للوقت، ذلك أن حصيلة نشاط المؤسسة الملكية أكبر من أن تطالها الشكوك، ولعل ذلك ما جعل المغاربة لا يلحظون أي “غياب” مزعوم أو فتور، لأن حبال الود والعمل الدؤوب والإخلاص المتبادل ظلت دائما قائمة، ولعل أمس الجائحة القريب خير دليل على التآزر المغربي الفريد.

ومع كل هجوم نلاحظ كيف يتم إلباس بعض الأماني ثوب الحقائق المزعومة، حيث يريد البعض إيهامنا بأننا نتجه نحو الغامض والحائط، في حين أن مسيرة البناء المغربي لا يعتريها وهن، وتتواصل بإيمان كبير في الإمكانات الذاتية، وبتلاحم المؤسسات فيما بينها ومع الشعب، في خلطة عصية على الفهم بالنسبة لمن يريدون لهذت القُطر أن يكون ممزقا.

وقد نتفهم تلقف الأعداء لمقال شارد، بُنيت مصادره للمجهول، هذا المجهول الذي يُرجح أنه خيال كاتب مغروم بالمسلسلات والحبكة الدرامية للصراعات المتخيلة، لكن لا ينبغي ل”سوسة” الشك أن تدخل إلى ما بين المغاربة،  خاصة أننا نعلم بيقين أن استقرار المغرب وصلابته ليست مجرد ادعاء، بل هو أمر تشهد به الدول الكبرى الحليفة والمؤسسات النزيهة، وهو زاد المغرب الأساس لمواصلة الإصلاح والبناء.

وعلى وزن “ما يحك ليك غير ظفرك” وجب التنبيه إلى أن التسميم، وإن اختلفت درجاته وأشكاله، لن تلتقِ أبدا أهدافه مع مصلحة المغاربة، ما يؤكد على ضرورة التمسك بنهج الثقة المتبادلة والتراص وراء المؤسسة الملكية، دون حاجة لوصاية المتربصين من خلف الستار الخارجي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News