فن

الكلاعي يشرع في تأليف فيلم جديد ويؤكد: السينما مكلفة والارتقاء بها يحتاج إرادة سياسية

الكلاعي يشرع في تأليف فيلم جديد ويؤكد: السينما مكلفة والارتقاء بها يحتاج إرادة سياسية

كشف المخرج المغربي عبد السلام الكلاعي عن شروعه في تأليف فيلم سينمائي جديد رفقة السيناريست أشرف متوكل، وهما الآن في مرحلة البحث عن جهة ممولة لتنفيذه بتقنيات عالية.

وقال الكلاعي، في تصريح لجريدة “مدار21″، إن فيلمه الجديد سيكون على المنوال نفسه لأفلامه السابقة في حلة متطورة، أي تناول سينما واقعية بعمق إنساني، وبنفحة شعرية، مبىزا أن الفيلم يحكي عذاب الضمير للشخص حينما يشاهد مواقف الظلم أمامه ولا يستطيع تغييرها.

وبخصوص دوافع اختياره معالجة القصص الإنسانية في أفلامه السينمائية، أوضح المتحدث ذاته أنه يؤمن بدور السينما في تغيير الواقع، عاداً إياها  بأنها ليست فقط من أجل التسلية والترفيه، وإنما تؤدي وظيفة مهمة في ترسيخ الوعي لدى الأفراد، إذ من شأنها تسليط الضوء على قضايا تهمهم وتساهم في الرقي بواقعهم نحو الأفضل.

ويضيف الكلاعي في السياق ذاته، أن السينما تنقل أصوات الأشخاص القابعين في الظل وخلف الكواليس، والذين لا يعرف عنهم أي شيء، من المهمشين والبسطاء، والمقهورين والمستغَلين، الذين لا يسمع لهم صوت في الواقع.

وأكد الكلاعي أن السينما قادرة على منح هؤلاء الأشخاص صوتا وحضورا، والمساهمة في تطوير حياتهم، مردفا في هذا الصدد: “أهتم أكثر بالشخصيات التي تعيش وضعا إنسانيا صعبا، وأصنع منها أبطلا، لأنهم في الحقيقة يحاربون من أجل البقاء والاستمرارية بقوة في مواجهة واقع قاس”.

وحول الصعوبات التي تواجه صناع الأفلام، أبرز المتحدث عينه أن أي مخرج يطمح إلى صناعة فيلم جيد، لكن السينما صناعة مكلفة تتطلب الكثير من الوقت والمال، وفي الغالب لا ترصد الميزانية الكافية لإنتاج فيلم يحلم به.

وأشار الكلاعي إلى أن أرخص مسلسل مصري تبلغ تكلفة إنتاجه ميزانية أغلى مسلسل مغربي بعشرين مرة، وميزانية أرخص فيلم فرنسي تفوق أغلى فيلم مغربي بثلاثين مرة، لذلك فالمقارنات أحيانا تكون مجحفة في حق الصناع المغاربة، لأننا في المغرب نشتغل بإمكانيات محدودة جدا، ووقت زمني محدود، وبالتالي هذه الإمكانيات نحاول تعويضها بمشاركة ممثلين وتقنيين جيدين، وأناس لديهم رغبة حقيقة في الارتقاء بالسينما المغربية، ويقدمون تضحيات كبيرة بالتنازل عن الأجور الكبرى، والأوضاع الاعتبارية، لنتمكن من صناعة فيلم جيد يرقى استحسان الجمهور”.

وأضاف: “هذا يمكن حله إذا كانت هناك إرادة سياسية، من طرف القائمين على السينما بالزيادة في قيمة الدعم، ومنح مدة زمنية كافية للأفلام التي تنجز”.

وعلى صعيد آخر، أفاد المخرج ذاته بخوضه تجربة تلفزيونية قريبا، من خلال فيلم قد يعرض في رمضان المقبل، لافتا إلى أن الاشتغال في التلفزيون مهم جدا بالنسبة له بصفته صانع أفلام، لأنه يمنحنه فرصة لقاء أكبر عدد من الجمهور، نظرا لأن الفيلم السينمائي في المغرب إذا مر في القاعات السينمائية قد يشاهده 250 ألف فقط، بينما يتابع الأفلام التلفزيونية ما يناهز 8 ملايين في اول عرض، مضيفا: “أحاول في التلفزيون تقديم محتوى بمستوى لغوي راقي يرفع مستوى وعي متلقي التلفزيون”.

يذكر أن آخر أعمال المخرج عبد السلام الكلاعي كان فيلم “أسماك حمراء” والذي تجري أحداثه في قالب اجتماعي درامي، حيث تتمحور قصته التي تبعث العديد من الرسائل الإيجابية حول شابة تدعى “حياة” تنطلق مغامرتها في هذا العمل بعد مغادرتها أسوار السجن وانتهاء مدة عقوبتها التي كلفتها سنوات طويلة من حياتها.

ويرصد الشريط السينمائي عودة “حياة” إلى مسقط رأسها بشمال المغرب، لتصطدم برفض أخيها استقبالها والتعامل معها بحجة “الوصم” الذي لحقته بالعائلة لكونها أصبحت سجينة، لتنطلق رحلة كفاحها وبحثها عن فرصة جديدة في الحياة.

وحاول الكلاعي في الفيلم، تسليط الضوء على الجانب الإنساني لبطلات العمل اللواتي يكافحن من أجل الحصول على لقمة العيش في زمن قاس همشهن وعرضهن للإقصاء، مزيحا الستار عن الجزء الآخر من المجتمع الذي تتسلل إليه الصعوبات والمعاناة، أمام الرغبة في الاستمرار بالحياة رغم مرارة الظروف وحدة نظرة المجتمع الذي يتملص من الآخرين لأخطائهم وزلاتهم.

وتوج هذا العمل السينمائي بعدة جوائز  من بينها جائزتان في المهرجان الوطني للفيلم بطنجة، إذ أحرز جائزة أحسن سيناريو، وجائزة أفضل أول دور نسائي لجليلة التلمسي عن دورها في الفيلم، إلى جانب حصده الجائزة الكبرى في مهرجان بروكسيل الدولي للفيلم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News