رياضة

“طوكيو 2020”.. أخيرا تنطلق النسخة الأكثر إثارة للجدل في التاريخ

“طوكيو 2020”.. أخيرا تنطلق النسخة الأكثر إثارة للجدل في التاريخ

أخيرا، سيبصر أولمبياد طوكيو الصيفي النور الجمعة حتى 8 غشت المقبل، بعد تأجيل تاريخي من العام الماضي بسبب فيروس كورونا، ثم جدلية مستمر ة حيال إقامته أو إلغائه، لينطلق وسط قيود مشدّدة لتفادي تفشي “كوفيد-19” وحظر جماهيري أجنبي ومحلي.

وعلى الملعب الأولمبي، الذي استضاف ألعاب 1964 وأعيد بناؤه ليتسع لـ68 ألف متفرج، سيحضر ألف شخص فقط من المدعوين، حفل افتتاح كانت المدن تتنافس في ما مضى لجعله الأكثر إثارة في تاريخ الألعاب المقامة مرّة كل أربع سنوات.

وسيكون الافتتاح (الثامنة مساء بالتوقيت المحلي، 12:00 ظهرا بالتوقيت المغربي) بحضور الإمبراطور ناروهيتو، مناسبة لتكريم ضحايا كارثة فوكوشيما النووية في مارس 2011، إثر زلزال مدمّر بقوة 9 درجات قبالة الساحل الشمالي الشرقي وتسونامي هائل أدى إلى انصهار نووي وتلويث المناطق المجاورة بالإشعاع.

وبعدما تأجلت في مارس 2020 لمدة سنة، تضمّنت رحلة الألعاب قائمة طويلة من التعقيدات، هدّدتها في بعض الأحيان من أن تصبح أول ألعاب حديثة بعد الحرب يتم إلغاؤها. حينها، أمل المسؤولون اليابانيون أن تكون “دليلا على انتصار البشرية على الفيروس”،لكن تصاعد حدّة كورونا عالميا وظهور المزيد من المتحوّرات المعدية، خفّض حدّة النغمة المنتصرة وأثار معارضة متزايدة داخل البلاد.

ومع تفكيك “اللّغم” تلو الآخر، حان وقت الاحتفال، ولو أن الألعاب ستكون منقوصة من أبرز مكوّناتها، أي الجماهير الغائبة عن مدرجات أنفق اليابانيون الغالي والنفيس لبنائها أو تجديدها.

وفيما يُتوقع أن يكون هذا الأولمبياد نسخة باهتة عن الاحتفالات السابقة، يحاول المنظمون التعويض على المشاهدين بالاعتماد على تكنولوجيات بث وابتكارات متطوّرة ليتمكنوا من عيش الحدث.

وأنشأت شركة “أو بي أس” (خدمات البث الأولمبية) تسجيلات صوتية من ضوضاء الجماهير في الألعاب السابقة لتتكيف مع كل رياضة، وسيتم بثها في أماكن المنافسات.

وسيتمكّن الرياضيون أيضا من تلقي التشجيع من خلال شاشات عرض لمشاهد فيديو “سيلفي” مرسلة من كل أنحاء العالم، والتواصل عن طريق الفيديو مع أحبائهم بمجرد انتهاء مسابقاتهم.

ورغم التدابير القاسية المتخذة قبل وصول المشاركين في الأولمبياد، على غرار الخضوع لعدة فحوص “بي سي آر” وتنزيل تطبيقات تتبع ومراقبة صحية أبرزها “أوتشا”، ظهرت بعض الإصابات لدى الرياضيين وإداريي البعثات في الأيام التي سبقت حفل الافتتاح.

ولتجنّب ارتفاع عدد الاصابات، فرض المنظمون حظرا على المعانقة أو المصافحة خلال الاحتفالات بتحقيق النصر.

ويتعيّن عليهم ارتداء الكمامات طوال الوقت باستثناء فترة تناول الطعام، النوم أو التنافس، ويسمح لهم فقط بالتنقل بين القرية الأولمبية وباقي المنشآت الرياضية.

وواجه الأولمبياد انتكاسات كثيرة منذ العام 2015، بعد سنتين من منح اليابان حق الاستضافة، عندما أعيد مشروع بناء الملعب الرئيسي إلى نقطة البداية نظرا لكلفته المرتفعة، فيما كبّد التأجيل نفقات إضافية بقيمة 2.6 مليار دولار.

وفيما استقال رئيس اللجنة التنظيمية، الياباني تسونيكازو تاكيدا، في 2019 بسبب اتهامات بالرشى من أجل دعم ملف طوكيو، استقال رئيس اللجنة المنظمة يوشيرو موري في فبراير الماضي بعد تلميحات مهينة بحق النساء، كما تنحّت وزيرة الألعاب سايكو هاشيموتو من منصبها في الحكومة، لتحل بدلا من “مستر” موري.

فنيا، تقدّم المؤلف الموسيقي كيغو أويامادا، الذي شارك في تصميم حفل الافتتاح، باستقالته، على خلفية قصة تنمر قديمة بحق رفاق له أيام الدراسة من ذوي الاحتياجات الخاصة، كما اختار المدير الإبداعي لحفلي الافتتاح والختام هيروشي ساساكي الاستقالة بعدما شَبَّهَ ممثلة كوميدية بدينة بالخنزير.

الزوبعة الأخيرة الخميس، تمثلت بإقالة مخرج حفل الافتتاح كنتارو كوباياشي، الشخصية المسرحية المعروفة في اليابان، على خلفية مشهد هزلي منذ أكثر من عقد من الزمن تطرّق فيه إلى المحرقة اليهودية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News