رياضة

خبير رياضي يرفض “تسييس” الرياضة ويؤكد: ‘‘لا لتشويه صورة الكرة الإفريقية’’

خبير رياضي يرفض “تسييس” الرياضة ويؤكد: ‘‘لا لتشويه صورة الكرة الإفريقية’’

على خلفية الأحداث التي رافقت مباراة نهضة بركان واتحاد العاصمة الأسبوع الجاري، إثر عرقلة النظام الجزائري إجراء مبارة نصف النهائي بذريعة تضمين قميص النادي المغربي لخريطة المغرب، اختلفت الآراء بشأن العقوبات التي تنتظر الجزائر بعد إقدامها على هذا السلوك تجاهنهضة بركان.

وحسمت لجنة المسابقات التابعة للكنفدرالية الأفريقية لكرة القدم، في مصير المباراة التي جمعت الاتحاد الجزائري بنهضة بركان، في ذهاب نصف نهائي كأس الكاف، بفوز فريق نهضة بركان بثلاثية نظيفة، وخسارة الاتحاد الجزائري.

وأكد المصدر ذاته في بلاغ توصلت جريدة “مدار 21” الإلكترونية، على نسخة منه، أن اللجنة المذكورة أحالت أمس الأربعاء عقب اجتماعها بالقاهرة، الملف على اللجنة التأديبية لفرض عقوبات أخرى على الفريق الجزائري، بسبب المضايقات التي تسبب بها إلى جانب مسؤوليه لفريق نهضة بركان.

وتعليقا على الموضوع، و بالحديث عن الوضعية القانونية للمقابلة، أوضح زكرياء الحرش، الخبير في علوم الرياضة، أن الفريقان معا لا نهضة بركان ولا اتحاد العاصمة الجزائري لهما يد في ما حصل منذ وصول البعثة البركانية للمطار.

وعرج في حديث مع جريدة “مدار 21” الإلكترونية، أن الأمر برمته يتعلق بتداخل السياسي بالرياضي في ضرب صارخ لجميع القوانين الرياضية الجاري بها العمل والمعروفة والتي تمنع تدخل أي هيئة سياسية في اختصاصات ومهام الجامعات الرياضية التي تخضع في هذه الحالة إلى قوانين الاتحاد الدولي والاتحاد الإفريقي.

وأضاف الخبير الرياضي، أن الاتحاد الإفريقي الذي يُعتبر الجهاز الوصي على المسابقات التي تجرى داخل القارة الأفريقية لم يستطع حماية البعثة البركانية ولا حتى الفريق المستقبِل من تدخل السياسيين في مباراة  الذهاب لكرة القدم، مشيرا إلى أن الفريق البرتقالي لعب بنفس القميص الذي يحمل خريطة المغرب جميع المقابلات القارية وهو نفس القميص الذي تمت المصادقة عليه من طرف الكاف قبل إجراء المقابلة.

ولفت المهتم بالشأن الرياضي، بأن القميص الذي اعتبره المسؤولون الجزائريون مستفزا يحمل خريطة المغرب، فهو منطقيا لا يمس الأجهزة الجزائرية في شيئ، موضحا بهذا الخصوص أن ‘‘الصراع المعروف وكما يقول المسؤولون الجزائريون داخل الأمم المتحدة، يتعلق بالمغرب والبوليساريو ولا يهم الجزائر في شيء’’.

وبالعودة إلى خلفيات الحادث، أكد الخبير الرياضي أن هذا الحادث يعود بنا إلى سنوات 1934، عندما اختارت إيطاليا كأس العالم لتلفت الأنظار لنظام فاشي كان هو السائد آنذاك، كما يدفعنا حسب المصدر ذاته للحديث عن “تسييس” مبالغ فيه لرياضة شعبية ككرة القدم من طرف الجزائر كطرف أساسي في صراع مفتعل يتعلق بوحدة المغرب الترابية.

و بالتساؤل حول المساطر التي يمكن أن يسلكها مسؤولوا فريق النهضة البركانية والجامعة الملكية لكرة القدم، أكد الحرش أن النظام الأساسي للفيفا ومن تم النظام الأساسي للكنفدرالية الأفريقية لكرة القدم يمنع أي تدخل سياسي في قرارات الجامعات الرياضية، مردفا أنه يمكن منع الفرق التي تُدخِل سياستها مع الرياضة من المشاركة في المسابقات التي تنظمها الكاف.

و أرجع هذا الحادث إلى ما وقع في سنة 2022 مع الجامعة الزيمبابوية أو في سنة 2014 مع الجامعة النيجيرية لكرة القدم، حيث قامت الفيفا حسب المتحدث ذاته بتفعيل البند 13 و البند 17 من القانون الأساسي اللذان يقضيان بعدم تدخل أي جهة حكومية أو سياسية في قرارات الجامعات الرياضية.

وحاول الخبير الرياضي إعادة تأكيده مرة اخرى على أن القميص البركاني محط النزاع قد تمت المصادقة عليه مسبقا من طرف منظمي كأس العالم  و الكنفدرالية الأفريقية، موضحا بقوله  أنه من هنا تبدأ كمرحلة أولى دفوعات فريق النهضة البركانية منذ وصوله للمطار ومصادرة أمتعة الفريق إلى يوم المقابلة وعدم دخول الحكام و الفريق البركاني الى أرضية الملعب.

وخلص إلى أن تداخل السياسي بالرياضي يتضح بالملموس، إذ أصبح يشكل خطرا على الممارسة الرياضية وخصوصا كرة القدم التي يشاهدها الملايين عبر العالم، خاتما بقوله: أن ‘‘ ما حصل في المقابلة المذكورة يضر بصورة الكرة الأفريقية التي تحاول أن تجد لها مكانا مع كبار العالم’’.

جدير بالذكر، أن نادي المحامين بالمغرب، عدد الخروقات التي ارتكبتها السلطات الجزائرية في قضية “حجز” أقمصة فريق نهضة بركان لكرة القدم، نظرا لحملها  خريطة المغرب، وتوقيف الفريق، قبيل إجراء مباراة ذهاب نصف نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية أمام اتحاد العاصمة الجزائري عشية أمس الأحد.

وكشف النادي في بلاغ تتوفر “مدار21” على نسخة منه، أن حجز الأقمصة بدواعي شمولها لخريطة المغرب وللعلم الوطني المغربي، يعد أمرا مخالفا للقوانين الجاري بها العمل الخاصة بالاتحاد الدولي لكرة القدم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News