مجتمع

التلميذ بالبادية يكلف 8 آلاف درهم ومجلس الحسابات يوصي بمراجعة “تيسيير”

التلميذ بالبادية يكلف 8 آلاف درهم ومجلس الحسابات يوصي بمراجعة “تيسيير”

دعا المجلس الأعلى للحسابات إلى مضاعفة الجهود من أجل تقوية الدعم الاجتماعي لفائدة التمدرس بالوسط القروي، من خلال تحسين ظروف الإقامة بالداخليات وتعميم المطاعم المدرسية وتوسيع التغطية بالنقل المدرسي وتحسين جودته، مشددا على ضرورة إعادة النظر في برنامج “تيسير”، وخاصة من حيث الاستهداف، وذلك في إطار الورش الهام المتعلق بالسجل الاجتماعي الموحد.

وسجل المجلس، الذي ترأسه زينب العدوي، ضمن تقريره السنوي برسم سنتي 2019 و2020، أن التمدرس بالوسط القروي يندرج في صلب اهتمامات استراتيجيات التربية والتكوين المعتمدة ببلادنا والمتمثلة أساسا في الميثاق الوطني للتربية والتكوين والبرنامج الاستعجالي والرؤية الاستراتيجية 2015-2030.

وأكد المجلس في تقريره المرفوع مؤخرا إلى الملك محمد السادس، أن اهتمام الدولة بالتمدرس بالوسط القروي يتضح من خلال المجهود العمومي المخصص لذلك، حيث انتقلت تكلفة كل تلميذ متمدرس بهذا الوسط، بين سنتي 2017 و2019، فيما يخص نفقات التسيير، من 7.580 درهما مقابل 6.391 درهما بالوسط الحضري إلى 7.985 درهما مقابل 6.788 درهما بالوسط الحضري.

ووفقا لإحصائيات وزارة التربية الوطنية، برسم الموسم الدراسي الحالي، فقد استفاد 4 ملايين 701 ألف و432 تلميذة وتلميذا، من المبادرة الملكية “مليون محفظة”، فيما تم توسيع برنامج “تيسير” للدعم المالي المشروط للأسر ليشمل ما يناهز 2.611.000 مستفيدة ومستفيد.

وبلغ عدد المستفيدين من خدمات الداخليات، خلال هذا الموسم 197.940 تلميذة وتلميذ، في حين يصل عدد المستفيدين من خدمات المطاعم المدرسية إلى  1.364.562 تلميذة وتلميذ، في ما  يبلغ عدد المستفيدين من خدمات النقل المدرسي حوالي 386.478 تلميذة وتلميذا.

ومن خلال المهمة التي أنجزت بهذا الخصوص، سجل تقرير المجلس الأعلى للحسابات، أنه بالرغم من التقدم الهام الحاصل على هذا المستوى، فقد تم الوقوف على عدد من الظواهر السلبية، المرتبطة بالجانب البيداغوجي، وخاصة ظاهرة تغيب الأساتذة، وضعف مستوى التأطير الإداري ونظام توجيه التلاميذ.

ولاحظ التقرير المنشور في العديد الأخير من الجريدة الرسمية، أن نسبة الانقطاع عن الدراسة بالوسط القروي والبالغة حوالي 12.2 بالمائة خلال الموسم الدراسي 2019-2020، لا تزال مرتفعة خاصة في السلك الإعدادي وذلك بالمقارنة مع الوسط الحضري حيث تبلغ 9.3 بالمائة.

كما قام المجلس كذلك بتقييم البرنامج الوطني للتربية الدامجة والذي يهم الأشخاص في وضعية إعاقة، داعيا، على الخصوص، إلى العمل على توفير الموارد المالية الضرورية لتمويل البرنامج، مع الحرص على التحديد الدقيق للحاجيات، وتبني مقاربة متعددة السنوات، بالإضافة إلى تجهيز المؤسسات التربوية بالولوجيات والمرافق الصحية الملائمة للأشخاص في وضعية إعاقة.

وبخصوص التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجي، أشار المجلس إلى أنه تم القيام بمجموعة من المهمات الرقابية لتقييم حكامة القطاع شملت عدة جامعات ومؤسسات البحث.

وأوصى المجلس، بعد الوقوف على أهم التحديات التي يعرفها هذا القطاع على مستوى فعالية مجالس الجامعات والتأطير والتكوين، الوزارة الوصية بتعزيز استقلالية الجامعات عبر تعزيز مواردها الذاتية. كما دعا إلى الاستثمار في التعليم عن بعد باستعمال التكنولوجيا الحديثة، وذلك عن طريق بلورة استراتيجية لتفعيل هذا التوجه كأحد الحلول لمشكل ضعف الطاقة الاستيعابية والعدد المتزايد للطلبة ولظاهرة الهدر الجامعي.

وعلى صعيد آخر، أنجز المجلس الأعلى للحسابات مهمة رقابية حول علاقة الوزارة المكلفة بالرياضة بالجامعات الرياضية، وأوصى المجلس الوزارة الوصية بالشروع في وضع إطار استراتيجي جديد ينطلق من نتائج تقييم حصيلة الاستراتيجية الوطنية للرياضة في أفق 2020، واعتماد برنامج وطني للرياضة بشراكة مع الجامعات لتحديد التوجهات والأولويات والنتائج المستهدفة بالنسبة لكل الأصناف الرياضية، وتبني إطار مرجعي يؤطر المساطر المتعلقة بمنح الدعم المالي، وتحديد شروط ومعايير صرفه، مرورا بمراحل التتبع والمراقبة والتقييم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News